«تراجع الحرارة» الأرصاد تكشف موعد انكسار موجة الحرارة الحارة في البلاد

بدأت الموجة الحارة التي تضرب مصر منذ بداية الأسبوع بالانكسار اعتبارًا من يوم السبت المقبل، وفقًا لتصريحات الدكتورة إيمان شاكر، مدير مركز الاستشعار عن بُعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية. سجلت مدينة أسوان ذروة درجات الحرارة هذا الصيف عند 49 درجة مئوية، وهي الأعلى منذ بدء الموسم، مما يعكس شدة الموجة الحارة الحالية في البلاد.

كيف تؤثر الموجة الحارة على الطقس والأمطار في مصر خلال أغسطس 2025

تجتاح الموجة الحارة مصر وسط ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، ولكنها ترافقت مؤخرًا مع نشاط سحب منخفضة ومتوسطة، تحولت في بعض المناطق إلى سحب رعدية كثيفة، خاصة جنوب سيناء والبحر الأحمر وجنوب الصعيد، ما أدى إلى هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة. شهدت مناطق مثل سانت كاترين ورأس غارب سيولًا جارفة تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من أضرارها، وسط أجواء غير مستقرة مستمرة حتى مساء الجمعة. هذا التغير في الطقس رغم حرارته المفرطة يعكس تقلبات جوية غير مألوفة خلال موجة الحرارة الصيفية.

تأثير الرياح على استمرار الموجة الحارة وتشكل العواصف الترابية في مصر

تلعب الرياح الجنوبية الشرقية القادمة من البحر الأحمر دورًا هامًا في تكثيف الموجة الحارة، إذ أدت إلى ظهور عواصف ترابية شديدة، خاصة في مدينة أسوان التي شهدت انخفاضًا حادًا في مدى الرؤية الأفقية إلى 600 متر، مما تسبب في توقف الملاحة النهرية مؤقتًا. كما تسهم هذه الرياح في زيادة فرص تشكل السحب الممطرة، مما يؤدي إلى سقوط الأمطار الرعدية التي ترافق السيول في بعض المناطق. هذا التفاعل بين الموجة الحارة والرياح يبرز التعقيدات المناخية التي تمر بها مصر خلال هذا الصيف.

مقارنة بين حدة موجة الحرارة في صيفي 2024 و2025 وتأثير ظاهرة اللانينا

يبرز صيف 2025 بموجة حارة أقل حدة من صيف 2024، الذي شهد وصول درجات الحرارة في أسوان إلى 52 درجة مئوية، وهو رقم قياسي غير مسبوق. ويرجع هذا التفاوت إلى تأثير ظاهرة “اللانينا”، التي تسهم في خفض درجات الحرارة نسبيًا وزيادة فرص هطول الأمطار خلال الخريف. يؤثر هذا التغير المناخي في مستوى الموجة الحارة وسمات الطقس الموسمية، حيث يصبح من المتوقع أن تتباين شدة الحر وكمية الأمطار من عام لآخر حسب الظواهر الطبيعية العالمية.

تترافق موجة الحرارة في مصر مع متغيرات جوية تؤثر على حركة الملاحة البحرية، حيث توقع الخبراء اضطرابًا في حركة الملاحة على البحر المتوسط وارتفاعًا في الأمواج بين مترين وثلاثة أمتار بسبب نشاط الرياح الشمالية الغربية؛ مما يضيف تحديات أخرى خلال فترة انكسار الموجة الحارة. بوضوح، تجمع مصر بين موجة حارة شديدة وتأثيرات جوية معقدة على سلامة التنقل وتأمين المناطق المتأثرة بالأمطار والسيول، في مشهد يعكس تقلبات الطقس الحادة في هذا الصيف.