رسميًا.. التضخم يغزو السوق الأمريكية مع توقعات بخفض سعر الفائدة في 2025

يشهد السوق الأمريكية تآكلًا ملحوظًا بسبب التضخم المتصاعد، مما أثار توقعات خفض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، وهي الخطوة الأولى خلال العام الحالي؛ وقد يتبعها خفض إضافي قبل نهاية 2025 في ظل تزايد القلق حول أداء الاقتصاد الأمريكي الأكبر عالميًا.

توقعات خفض سعر الفائدة وتأثيرها على الاقتصاد الأمريكي

أظهر استطلاع أجرته “رويترز” أن 61% من خبراء الاقتصاد المشاركين، ممن بلغ عددهم 110، يتوقعون أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس ليصبح ضمن النطاق 4.00%-4.25% في اجتماع 17 سبتمبر، بينما يعتقد 42 مشاركًا أن الفائدة ستبقى كما هي دون تغييرات؛ تجري هذه التوقعات في ظل ارتفاع جديد لمعدلات التضخم الأمريكية، مدفوعة بزيادة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، بجانب مراجعة بيانات التوظيف التي شهدت مؤخرًا تحولات نحو الانخفاض، ما يشير إلى ضعف واضح في سوق العمل.

التحديات الاقتصادية وراء خفض الفائدة الأمريكي

يرى خبراء اقتصاد في بنك “باركليز” أن الأسواق ربما تبالغ في توقعاتها لخفض سعر الفائدة في سبتمبر، موضحين أن المسألة ليست فقط حول خفض الفائدة لمواجهة تراجع الوظائف، وإنما تتعلق بما إذا كانت المخاطر قد تحولت من السيطرة على التضخم إلى تحقيق التوظيف الكامل؛ نحو 60% من المشاركين في الاستطلاع يتوقعون خفضًا واحدًا أو اثنين خلال العام الجاري، مع اعتقاد أن تأثير الرسوم الجمركية على معدلات التضخم سيكون مؤقتًا. ويظل مجلس الاحتياطي الفيدرالي محافظًا على استقلاليته في اتخاذ القرارات خلال الفترة القادمة في ظل ولاية الرئيس جيروم باول.

التوقعات المستقبلية لمعدل التضخم وسعر الفائدة في السوق الأمريكية

يرجح غالبية الاقتصاديين استمرارية معدل التضخم في الارتفاع فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% حتى عام 2027، في حين من المتوقع بقاء معدل البطالة قريبًا من 4.2% أو أعلى قليلًا، مما يؤكد الحاجة لمزيد من البيانات الموثوقة لتحديد مسار السياسات الاقتصادية المقبلة؛ وأشار مايكل جابن، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في “مورغان ستانلي”، إلى أن الفيدرالي يفضل الاحتفاظ بهامش مناورة يسمح له بالتفاعل المرن مع أي بيانات وظائف ضعيفة أو قوية في الشهور القادمة مع تعديل سياساته بناءً على تحركات التضخم وسوق العمل.