قفزة عالمية في 2025.. تعرف على أكبر الدول المنتجة للمعادن الأرضية النادرة اليوم

تحتل المعادن الأرضية النادرة مكانة متقدمة في الصناعة العالمية اليوم، نظرًا لدورها الحيوي في إنتاج الطاقة المتجددة، وبطاريات السيارات الكهربائية، والتقنيات الإلكترونية المتطورة، حيث أصبحت محورًا رئيسيًا في النزاعات التجارية بين واشنطن وبكين.

تعريف المعادن الأرضية النادرة وأهميتها في الصناعات الحديثة

المعادن الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 عنصرًا طبيعيًا، تتضمن 15 عنصرًا من عناصر اللانثانيدات إضافة إلى الإيتريوم والسكانديوم، وتُستخرج عبر التعدين من المناجم المفتوحة أو عن طريق استخلاصها من رواسب التربة. تكمن أهمية المعادن الأرضية النادرة في استخدامها الواسع ضمن صناعات متقدمة مثل الإلكترونيات والبطاريات، مما يجعلها عنصرًا استراتيجيًا لا يمكن الاستغناء عنه. هذا التوجه يعكس الاهتمام العالمي المتزايد بهذه المعادن ودورها المحوري في تحقيق قفزات تكنولوجية.

تحليل الإنتاج العالمي والهيمنة الصينية على المعادن الأرضية النادرة

توضح بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الإنتاج العالمي من المعادن الأرضية النادرة بلغ 390 ألف طن متري في 2024، مقارنة بـ376 ألف طن في 2023، مع تعزيز عمليات التعدين والمعالجة خاصة في الصين، نيجيريا، وتايلاند. الصين تهيمن على السوق العالمية بنسبة تزيد عن 68.5% من الإنتاج، تليها الولايات المتحدة بحصة تبلغ 11.4%، ثم ميانمار وأستراليا وتايلاند ونيجيريا بنسبة متساوية تقريبًا عند 3.3% لكل منها. هذا السيطرة الصينية القوية جعلت من المعادن الأرضية النادرة أداة ضغط اقتصادي وسياسي في النزاعات التجارية مع الولايات المتحدة.

تداعيات السيطرة الصينية واحتياطيات المعادن الأرضية النادرة في العالم

التحكم الصيني بالمعادن الأرضية النادرة يكشف عن أثر واضح في السياسة التجارية والتقنية، خاصة مع قرار بكين في أبريل الماضي بفرض ضوابط على تصدير المعادن والمغناطيسات الهامة، ما أثار توترات متصاعدة في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. هذه القيود أثرت بشكل ملحوظ في صناعة بطاريات السيارات الغربية، حيث أدت إلى تعطيل بعض مصانع “فورد” في أمريكا. من جهة أخرى، تمتلك الصين نحو 44 مليون طن من احتياطيات المعادن الأرضية النادرة، ما يعادل نصف الاحتياطيات المؤكدة على مستوى العالم التي تتجاوز 90 مليون طن، بينما تتوزع باقي الاحتياطيات على البرازيل والهند وأستراليا وروسيا وفيتنام والولايات المتحدة وغيرها.

تؤكد هذه المعطيات أن المعادن الأرضية النادرة تلعب دورًا استراتيجيًا محوريًا في التوازن الاقتصادي والتقني العالمي، وتعكس القدرة على التحكم بهذا المورد المهدد بزيادة الطلب، مما يجعل مراقبة إنتاجها واحتياطياتها أمرًا بالغ الأهمية في السنوات القادمة.