مخاوف الأرباح.. هل تضعف نتائج “إنفيديا” استقرار السوق المالي؟

تترقب الأسواق بشغف إعلان نتائج إنفيديا الفصلية التي من المتوقع أن تؤثر بقوة على حركة السوق؛ إذ تتركز الأنظار على تقرير الأرباح الذي يُعد المؤشر الأبرز لنشاط سوق المشتقات والذكاء الاصطناعي. حجم التداولات المرتفعة لعقود البيع والشراء المتعلقة بسهم إنفيديا لشهر سبتمبر، فضلاً عن زيادة التقلبات الضمنية، يعكسان حالة تأهب قصوى لتأثير هذه النتائج على أداء السوق بشكل عام.

تأثير نتائج إنفيديا على سوق الأسهم العالمية

يشكل سهم إنفيديا نسبة كبيرة في مؤشر “إس آند بي 500” بحوالي 8%، مما يجعل النتائج التي ستعلنها الشركة محفزًا قويًا لتقلبات السوق الأوسع؛ إذ يُعتبر هذا الحدث الأهم بين الإعلانات المالية خلال الشهر المقبل، متقدماً حتى على اجتماع السياسة النقدية للفيدرالي المقرر في 17 سبتمبر. حركة البيع والشراء المرتفعة تعزز من أهمية نتائج إنفيديا التي يُنظر إليها على أنها محور تجارة الذكاء الاصطناعي التي ساهمت في صعود الأسهم خلال السنوات الماضية.

نتائج إنفيديا كمؤشر على فورة قطاع الذكاء الاصطناعي وتقلباته

يعتبر قطاع الذكاء الاصطناعي في قلب الاهتمام، وسهم إنفيديا هو المؤشر الأساسي على نضج هذا القطاع؛ حسب تصريحات مدير استراتيجية المحافظ لدى “إي بي ويلث أدفيزورز”. رغم إيجابية التوقعات، إلا أن أي نتائج أقل من المتوقع قد تعيد التوازن إلى السوق باتجاه هبوطي، إذ يسعر متداولو الخيارات تحركات بنحو 5.9% صعودًا أو هبوطًا، في إشارة إلى تقلبات محتملة بعد صدور الأرباح. وبالنظر إلى أداء السهم خلال الأرباح الماضية، يتضح أن لمخاطر القبضة الثقيلة على اتجاه حركة السهم، خصوصًا مع نزعة غالبية التحركات إلى الهبوط بعد التقارير.

تقلبات سهم إنفيديا بين رهانات السوق وتوقعات الأرباح

تاريخيًا، أثبت التداول على تقلبات سهم إنفيديا خلال فصل الأرباح أنه تحدٍ كبير؛ إذ تراجع القلق من التحركات العنيفة مقارنةً بالربع السابق، مع احتمال تحرك يزيد عن 10% بنسبة 24% فقط، نزولًا من 35% قبل ثلاثة أشهر. يواصل السهم ارتفاعه مدعومًا بقوة الطلب من عملائه الرئيسيين مثل مايكروسوفت وجوجل وأمازون وميتا، الذين يخططون لزيادة الإنفاق الرأسمالي. ويتوقع المحللون أرباحًا معدلة بزيادة تصل إلى 48% وإيرادات متنامية بنسبة 54%، لكن رغم ذلك، تبقى التقييمات المرتفعة سببًا في التردد، ويتابع المستثمرون بعناية إذا ما كانت دورة الإنفاق ستحقق العوائد المنتظرة أم ستُضعف من قيمة الشركة، خاصة أن السهم يُتداول بمكرر ربحية يقارب 34 ضعفًا متفوقاً على متوسط السوق، مما يجعل أي تحرك صغير في تقرير الأرباح ممكن أن يؤثر بقوة على السوق بأكمله.