تراخيص فورية.. منح تراخيص سريعة للمستثمرين لإنشاء مصانع الكتان بقرار «الصناعة»

تُعد تراخيص إقامة مصانع منتجات الكتان الفورية فرصة هامة للمستثمرين لاقتحام سوق مزدهر ومتنامٍ في مصر، حيث تزدهر صناعة الكتان بمشاركة فاعلة من الحكومة والقطاع الخاص لتعزيز الإنتاج وربطه بسلاسل القيمة المختلفة؛ من الزراعة وحتى التصنيع والتسويق، مما يعزز تنافسية المنتجات المصرية على المستوى الدولي.

خطط تطوير صناعة الكتان وتعظيم إنتاجية المحصول في مصر

عقد الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة والنقل، اجتماعًا هامًا مع وزراء قطاع الأعمال والزراعة، إلى جانب مستثمرين وخبراء في مجال زراعة الكتان، إضافة إلى ممثلي شركات القطاعين العام والخاص واتحاد الصناعات المصرية. الهدف كان وضع خطة متكاملة لتطوير صناعة الكتان وزيادة جودة المحصول، مع ربط كافة حلقات سلسلة القيمة بدءًا من الزراعة مرورًا بالتصنيع وصولًا إلى التسويق، ما يعزز من فرص المنتج المصري في الأسواق العالمية، ويجعله أكثر قدرة على المنافسة. ويُعتبر الكتان مادة خام استراتيجية تُستخدم في صناعات متعددة؛ منها الملابس الجاهزة، الزيوت، الورق، الأعلاف، والأخشاب، مما يرفع من مكانة هذا القطاع وأهمية تطويره على الصعيد الوطني. وشدد الوزير على تحفيز المستثمرين الجادين للتقدم الفوري والحصول على تراخيص إنشاء مصانع منتجات الكتان، مؤكدا حرص الوزارة على رفع القيمة المضافة بدلاً من تصدير المنتج خاماً، مع أهمية جمع بيانات دقيقة عن الأراضي المزروعة بالكتان من خلال التعاون مع الجمعيات الزراعية.

استثمارات جديدة وشراكات لتعزيز صناعة الكتان ومخصصاتها المالية

شهد الاجتماع عرضًا لخطة شركة كينجدوم لينين الصينية لإنشاء مصنع متطور لإنتاج غزل الكتان بمدينة السادات الصناعية، باستثمارات تصل إلى 60 مليون دولار وعلى مساحة تبلغ 50 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ المشروع في سبتمبر المقبل مع بدء التشغيل التجريبي في أكتوبر 2026 بطاقة إنتاجية تصل إلى 4 آلاف طن سنويًا، وهذا يعكس ثقة المستثمرين الأجانب في السوق المصري. ومن جهة أخرى، أكد وزير قطاع الأعمال محمد شيمي أن شركة طنطا للكتان والزيوت تعد من أبرز المؤسسات الوطنية في هذا القطاع؛ تمتلك جميع حلقات الإنتاج ولكنها تحتاج إلى تحديث شامل. تأتي خطط التطوير لتشمل إدخال أنشطة جديدة وتحديث خطوط الإنتاج، مع فتح الباب أمام الشراكة مع القطاع الخاص لتعظيم الاستفادة، إلى جانب التأكيد على دور الإرشاد الزراعي والبحوث العلمية في تحسين جودة وكميات إنتاج الكتان، وتحفيز التوسع في الزراعات التعاقدية.

دور وزارة الزراعة والمصنعين في دعم وتعزيز صناعة الكتان المصرية

أكد وزير الزراعة علاء فاروق أن الوزارة تبذل جهودًا لتوفير التقاوي والأسمدة المناسبة، وحصر الأراضي المؤهلة للزراعة بهدف دعم إقامة مصانع منتجات الكتان بكفاءة عالية، كما أشار إلى أهمية دخول الكتان في مرحلة التصنيع لرفع القيمة المضافة ومواجهة تحديات مثل الحرائق في المعاطن، مع تعزيز دور الجمعيات الزراعية في تنظيم الدورة الزراعية بشكل أفضل. من جانب آخر، طالب ممثلو شركات صناعة الكتان بتوفير منظومة متكاملة لإجراءات الدفاع المدني في مناطق زراعة الكتان، خاصة في قرية شبراملس بمحافظة الغربية، والتي تعتبر من أشهر المناطق في مصر لزراعة وتعطين الكتان. كما نوهوا بضرورة تحسين المواصفات الفنية للكتان المصري بما يتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي لتسهيل تصديره إلى الأسواق الخارجية. أما رنا جمالي، نائب رئيس غرفة الصناعات الغذائية، فأكدت استعداد الغرفة لتقديم برامج تدريبية متخصصة في تكنولوجيا استخراج زيوت الكتان بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية، إلى جانب دعم الشركات للحصول على شهادات سلامة الغذاء والمشاركة في المعارض المحلية والدولية، حيث تضم شعبة الزيوت أكثر من 825 عضواً يمكنهم الاستفادة من هذه المبادرات لتعزيز تنافسية منتجات الكتان.

تمثل صناعة الكتان في مصر فرصة واعدة لتنمية الاقتصاد الوطني؛ فهي ترتبط بسلاسل قيمة ضخمة ومتكاملة تشمل الزراعة والتصنيع والتصدير، مما يضمن خلق فرص عمل مستدامة وزيادة العائدات بالعملة الصعبة، كما تتيح التصنيع المحلي للكتان رفع قيمة المنتج والاستفادة من المواد الخام في عدد كبير من الصناعات الحيوية، وبالتالي تصبح مصر لاعبًا محورياً على خريطة صناعة الكتان في الأسواق العالمية.