4 مليارات جنيه.. الداخلية تحقق ضبطيات ضخمة للمخدرات خلال شهر واحد بمجهودات استثنائية

ضبطت وزارة الداخلية مخدرات بقيمة تجاوزت 4 مليارات جنيه خلال شهر واحد فقط، في حملات أمنية مكثفة على مستوى الجمهورية لملاحقة حائزي ومروجي المواد المخدرة. تأتي هذه الحملات استجابة لتحديات كبيرة تواجهها الدولة في مكافحة انتشار المخدرات بجميع أشكالها، لا سيما الأنواع التخليقية التي شهدت رواجًا متزايدًا مؤخرًا، بهدف حماية المجتمع من أخطار تهدد أمنه الصحي والاجتماعي.

تفاصيل ضبط مخدرات بقيمة 4 مليارات جنيه خلال حملات وزارة الداخلية

أسفرت العمليات الأمنية المكثفة عن تحقيق نتائج غير مسبوقة من حيث حجم المضبوطات والأسعار السوقية، حيث تمكنت الأجهزة المختصة من ضبط كميات ضخمة خلال شهر واحد فقط. في محافظة الإسماعيلية، أطيح بعنصرين إجراميين بارزين وضُبط بحوزتهما أكثر من ثلاثة أطنان من مخدر «الهيدرو» بالإضافة إلى طن كامل من الحشيش، بقيمة سوقية تقدر بنحو 255 مليون جنيه؛ ما يمثل ضربة قوية لشبكات التهريب التي تستهدف الإضرار بالشباب والمجتمع عمومًا.

كشف مخطط عصابي لإنتاج مخدرات صناعية وترويجها بطرق جديدة بالقليوبية

لم تتوقف الجهود الأمنية عند ضبط الترويج التقليدي، بل استطاعت وزارة الداخلية تفكيك شبكة إجرامية مكونة من سبعة أشخاص أنشأوا مصنعين لإنتاج العقاقير المخدرة بكميات تجارية في القليوبية. اعتمد أفراد العصابة أسلوب التمويه باستخدام سيارتي إسعاف تابعة لشركة خاصة في نقل وترويج المخدرات، محاولين بذلك التهرب من الرقابة الأمنية. ونجحت السلطات في مداهمة الأوكار وضبط مليون وستمائة ألف قرص ترامادول، مائة كيلوجرام من مادة الترامادول الخام، ثلاثة أطنان من المواد الخام المستخدمة في التصنيع، بالإضافة إلى كميات من الحشيش والشابو، إلى جانب ست سيارات منها سيارتي إسعاف مستخدمتان في عمليات الترويج. تقدر القيمة السوقية لهذه المضبوطات بنحو 350 مليون جنيه، مما يجعلها من أكبر القضايا التي تم ضبطها مؤخرًا في مجال تصنيع وتوزيع المخدرات.

قوة الردع الأمني وأراء الخبراء في مواجهة تصاعد ظاهرة المخدرات

أوضح خبراء الأمن أن ضبط مخدرات بقيمة 4 مليارات جنيه خلال شهر واحد يعكس التحديات الهائلة التي تواجهها الدولة لمكافحة هذه الآفة، كما يظهر قوة الردع والقدرة الأمنية على تقويض شبكات الجريمة المنظمة وتجفيف منابعها. ذكر اللواء مجدي السمري، مساعد وزير الداخلية الأسبق ومدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات سابقًا، أن جهود وزارة الداخلية في محاربة تجارة المخدرات سواء البيضاء أو الملونة تشكل درعًا ضرورة لحماية المجتمع من الأخطار المحدقة نتيجة انتشارها. وأشاد بالضربات الأمنية المتعاقبة التي أجهضت مخططات أباطرة المخدرات وأفشلت محاولاتهم في ترويج كميات ضخمة من الأنواع التخليقية التي تساوي قيمتها مليارات الجنيهات. وأشار إلى أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت محفلاً لتبادل الأفكار والمواد المتعلقة بتصنيع المخدرات بطرق جديدة، مع إعادة تدوير أساليب البيع والترويج بشكل يخالف الغاية الأصلية لهذه المنصات.

تؤكد هذه العمليات الأمنية الضخمة الطابع الشامل والواقعي الذي تتبناه الدولة في مواجهة تجارة السموم؛ حيث لا تقتصر الحملات على الضبط فقط، بل تمتد إلى تفكيك شبكات متكاملة تستخدم أساليب متطورة ووحشية في ترويج المخدرات بطريقة تحاول التمويه والتخفي. وتركيز الوزارة على مراقبة ودراسة كل المستجدات في عالم المخدرات التخليقية الجديدة يظهر اهتمامها العميق في حماية أبناء الوطن من انتشار هذه السموم التي يشكل تعاطيها خطرًا بالغًا على الصحة العامة والأمن الاجتماعي.