تراجع أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي مع خسائر أسبوعية متوقعة

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الجمعة بشكل واضح للجلسة الثالثة على التوالي، متجهة نحو تسجيل خسائر أسبوعية لأول مرة منذ نحو ثلاثة أسابيع، ذلك نتيجة ارتفاع المخزونات الأمريكية وتوقع زيادة المعروض النفطي من قبل تحالف أوبك+.

تأثير ضغوط أوبك+ وتوقعات زيادة الإنتاج على أسعار النفط

تتصاعد التكهنات حول توجه تحالف أوبك+ لرفع كميات النفط المعروضة في الأسواق خلال الفترة القادمة، سعياً لتعزيز حصته السوقية التي فقدها مؤخراً لصالح منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، حيث أفادت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” بأن ثمانية أعضاء من التحالف، الذي يضم منظمة أوبك ودولاً خارجها مثل روسيا، يناقشون زيادة الإنتاج بدءاً من أكتوبر المقبل خلال اجتماع مزمع.
ورجحت التقديرات أن هذه الزيادة قد تعني إلغاء الشريحة الثانية من تخفيضات الإنتاج المقدرة بـ 1.65 مليون برميل يومياً، ممثلة حوالي 1.6% من الطلب العالمي؛ أي قبل الموعد المحدد لذلك بأكثر من عام، مما يضغط على أسعار النفط بشكل مباشر.

مخزونات النفط الأمريكية ترتفع وتأثيرها على سعر النفط

أظهرت بيانات مفاجئة من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية زيادة مخزونات الخام بمعدل 2.4 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، خلافاً للتوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض يقارب 2 مليون برميل، ما أدى إلى مزيد من الضغوط الهبوطية على أسعار النفط.
وأشار محللون في شركة BMI إلى أن قطاع التكرير والتوزيع لعب دور دعم نسبي للأسعار خلال الأشهر الأخيرة، لكنهم توقعوا أن تتراجع هوامش التكرير بسبب تباطؤ نمو الطلب العالمي وزيادة الأعمال الصيانة في المصافي، مما سيؤدي إلى انخفاض استهلاك الخام، وبالتالي تقليل الطلب عليه.

الانتظار لمواقف روسيا من سياسات الطاقة وتأثيرها على النفط

مع استمرار الضغوط على سوق النفط، تترقب الأسواق بشدة المواقف القادمة من موسكو، خاصة بعد الكشف عن أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حث القادة الأوروبيين على وقف استيراد النفط الروسي كجزء من محاولات الضغط الاقتصادي على روسيا.
يُنتظر أن تلعب سياسات الطاقة الروسية دوراً حاسماً في تحديد اتجاهات أسعار النفط في المدى القريب، وسط حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.

تتجلى التحديات التي تواجه سوق النفط في زيادة المعروض النفطي بالتزامن مع نمو محدود للطلب العالمي، خاصة مع التكهّنات حول قرارات أوبك+ والمواقف الروسية، مما يجعل أسعار النفط عرضة لتقلّبات حادة خلال الفترة التالية.