النفط يخسر أسبوعياً والأنظار تتجه الآن إلى اجتماع “أوبك+” 2025

انخفضت أسعار النفط تدريجياً لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ مايو، مع تزايد المخاوف من أن يتجه تحالف “أوبك+” نحو زيادة إمدادات الخام في اجتماعه المرتقب يوم الأحد، ما يثير القلق بشأن فائض المعروض في السوق خلال الأشهر القادمة. ويعكس هذا التراجع رد فعل الأسواق على احتمالية ارتفاع الإنتاج العالمي.

توقعات اجتماع أوبك+ وتأثيره على أسعار النفط

تركزت الأنظار هذا الأسبوع على اجتماع تحالف “أوبك+” المقرر في السابع من سبتمبر للاطلاع على خطواته المقبلة بعد إتمام إعادة ضخ 2.5 مليون برميل يومياً من الإنتاج المتوقف سابقاً. وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن التحالف سيأخذ في الاعتبار “الوضع الحالي ككل” قبل اتخاذ قرار بشأن مستويات الإنتاج. وأشارت نتائج استطلاع للرأي أجرته “بلومبرغ” أن غالبية المتداولين والمحللين (17 شخصاً) يتوقعون بقاء الإنتاج عند مستوياته في أكتوبر، بينما رجح ستة منهم زيادة متواضعة في الكميات المنتجة.

في الاجتماع السابق، وافق ثمانية أعضاء أساسيين في التحالف على زيادة الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يومياً لشهر سبتمبر، ليكملوا بذلك خطة استعادة ضخ 2.2 مليون برميل كان قد تم تعليقها خلال عام 2023. وذكر المسؤولون أن التحرك القادم من التحالف قد يكون مرناً، سواء كان خفضاً أو زيادة جديدة، مع الحفاظ على استقرار الأسواق.

العوامل المؤثرة على انخفاض أسعار النفط عالمياً

شهدت أسعار النفط هبوطاً بنحو 14% منذ مطلع العام، نتيجة زيادة أهداف الإنتاج التي حددها “أوبك+” بسرعة لاستعادة حصتها السوقية أمام منافسين جدد. وفي الوقت نفسه، زادت الإمدادات من المنتجين خارج التحالف، بينما تصاعدت المخاوف المتعلقة بالطلب، مدعومة بفرض إدارة الرئيس ترمب رسوم جمركية أثرت سلبياً على معنويات السوق.

بالإضافة إلى ذلك، تفاقمت المخاوف بسبب الإجراءات التجارية الأميركية التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط الروسي، والتي شملت رسوماً بنسبة 50% على بعض واردات الهند. ونتيجة لذلك، شهدت مخزونات النفط الأميركية ارتفاعاً ملحوظاً هذا الأسبوع، حيث ارتفعت مخزونات الخام بمقدار 2.4 مليون برميل متجاوزة التوقعات، وبلغت مخزونات مركز كوشينغ بأوكلاهوما مستويات غير مسبوقة منذ مايو الماضي. كما اتسمت مخزونات الديزل بالارتفاع، مما حد من التفاؤل الذي دعم السوق سابقاً، بينما شهدت احتياطيات البنزين انخفاضاً.

تأثير التوترات الجيوسياسية على سوق النفط وتوقعات المعروض

تتابع الأسواق عن كثب التطورات الجيوسياسية التي تزيد الضغوط على أسعار النفط، حيث تسعى الولايات المتحدة للضغط على كبار مستوردي الخام الروسي لتشجيع موسكو على الموافقة على هدنة في أوكرانيا. وفي إطار هذا الجهد، فرضت واشنطن رسوماً جمركية على واردات معينة من الهند. وأعرب الرئيس دونالد ترمب عن رؤيته بأن الولايات المتحدة “خسرت الهند وروسيا لصالح الصين الأشد صرامة”.

هذه الظروف أدت إلى تنامي المخاوف من تخمة محتملة في المعروض العالمي، ما قد يؤدي إلى زيادة المخزونات أكثر، وهو ما يجبر المستثمرين على التريث في اتخاذ قرارات استثمارية منتظرة لتوضيح معالم سياسات إنتاج “أوبك+” في الاجتماع المقبل.