سائح الجولف ينفق 4 أضعاف السائح العادي ومصر تستقبل 30 ألفًا سنويًا

تمثل سياحة الجولف فرصة ذهبية لتنشيط القطاع السياحي في مصر، خاصة أنها تستقطب فئة من السائحين ذات معدلات إنفاق مرتفعة مقارنة بالسياحة التقليدية، إذ يقدر الخبراء أن إنفاق سائح الجولف يعادل ما ينفقه السائح العادي بأربعة أضعاف، مما يجعلها من أبرز الأنشطة الاقتصادية القادرة على دعم الاقتصاد السياحي المصري بصورة مستدامة وفعالة.

أهمية استثمار مصر في سياحة الجولف

تعتبر مصر من الدول التي تمتلك مقومات فريدة للاستثمار في سياحة الجولف، بدءًا من تنوع مناطقها السياحية وحتى اعتدال الطقس الذي يتيح ممارسة الجولف معظم أشهر العام، حيث تضم مصر حاليًا 25 ملعب جولف موزعة على مناطق مثل القاهرة، البحر الأحمر، والإسكندرية، إلا أن معدل الإقبال على هذه الملاعب لا يزال بخلاف التوقعات مقارنة بالإمكانات المميزة التي تقدمها البلاد، إذ لا يتجاوز عدد السائحين الجولف السنويين 30 ألف سائح، بينما يستطيع الملعب الواحد استيعاب ما يصل إلى 50 ألف جولة سنويًا، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى تطوير استراتيجيات التسويق والترويج الفعالة لجذب المزيد من السياح المهتمين بهذه الرياضة.

مقومات نجاح سياحة الجولف في مصر

وضعت العديد من الدول تجارب ناجحة يمكن الاستفادة منها لتطوير سياحة الجولف في مصر، على سبيل المثال منطقة كوستا ديل سول في إسبانيا تحتوي على 70 ملعبًا يجذب أكثر من مليون سائح سنويًا، بينما نجحت تركيا في تقديم نموذج مميز في منطقة بيليك التي تحتوي على 15 ملعبًا فقط، لكنها تستقطب 140 ألف سائح سنويًا، وبالمقارنة نجد أن مصر تمتلك إمكانية لتكرار نجاح تلك التجارب والارتقاء بعدد السياح الذين يزورون الملاعب المحلية إلى ما يقرب من 400 ألف سنويًا، مما يساهم في تعزيز عائدات الاقتصاد القومي من هذا القطاع.

فعاليات الجولف المميزة في مصر

تستقبل مصر العديد من البطولات القارية والمحلية التي تصب في دعم سياحة الجولف، حيث انطلقت البطولة العربية للناشئين والسيدات المُقامة على ملاعب نادي مدينتي للجولف ونادي قطامية ديونز للجولف، بمشاركة 110 لاعبين يمثلون 12 دولة عربية، وتتضمن منافسات في ست فئات مختلفة، تلك الفعاليات تبرز الإمكانيات الرائعة التي تقدمها مصر لاستضافة رياضات الجولف العالمية، وتعد فرصة هائلة لجذب مزيد من الاهتمام العالمي بهذه الرياضة، علاوة على ذلك، تعتبر مثل تلك البطولات أداة فعالة لترويج السياحة الرياضية وجعل مصر وجهة محورية لسياحة الجولف في الشرق الأوسط.

بفضل الدعم المتزايد للرياضات التخصصية مثل الجولف، والجهود المبذولة لتعزيز البنية التحتية والترويج السياحي، يمكن لمصر أن تصبح واحدة من أبرز وجهات سياحة الجولف عالميًا خلال السنوات القادمة، مما يفتح آفاقًا جديدة لتطوير القطاع السياحي وتحقيق قفزات نوعية في الاقتصاد السياحي الوطني.