أسعار الذهب اليوم تنخفض بشكل حاد مع تراجع الإقبال على الملاذ الآمن

شهدت أسعار الذهب اليوم الإثنين انخفاضًا كبيرًا في الأسواق الآسيوية خلال التعاملات المبكرة، وذلك نتيجة تراجع الطلب على الملاذات الآمنة وسط تهدئة التوترات الجيوسياسية وتحقيق تقدم في المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، مما ساهم في تقليل المخاوف لدى المستثمرين، إلى جانب التأثير الواضح لقوة الدولار التي ألقت بظلالها على أسعار الذهب والمعادن الثمينة عامة.

انخفاض أسعار الذهب اليوم وأبرز المستجدات

تأثرت أسعار الذهب بشكل مباشر بالإعلان عن التوصل إلى اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين خلال محادثات جرت في جنيف، حيث هبطت أسعار الذهب الفوري بنسبة 1.3% لتصل إلى 3,283.04 دولارًا للأوقية، كما شهدت العقود الآجلة تسليم شهر يونيو انخفاضًا بنسبة 1.7% لتصل إلى 3,287.90 دولارًا للأوقية، ويظهر هذا الهبوط في ظل تحسن أداء العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، الأمر الذي يعكس تحولًا واضحًا لدى المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية.

كما نقلت وسائل الإعلام الصينية أن هذا التقدم يعكس بوادر هدنة جديدة في النزاع التجاري الذي بلغ ذروته مع فرض رسوم جمركية متبادلة إحدى أعلاها بنسبة 145% من الجانب الأمريكي، ومن المتوقع أن يتم تخفيف نسبة الرسوم مستقبلًا، ما يعزز آمال الاستقرار الاقتصادي.

الكلمة الفصل لقوة الدولار وتأثيره على أسعار الذهب

لم يكن الاتفاق التجاري وحده سببًا في انخفاض أسعار الذهب اليوم، بل أسهمت قوة الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ في تعزيز الضغوط على أسعار المعادن النفيسة، حيث أدى ارتفاع الطلب على الدولار إلى انخفاض العقود الآجلة للبلاتين بنسبة 0.2% لتصل إلى 1,000.50 دولارًا للأوقية، فيما تراجعت الفضة بنسبة 0.5% لتسجل 32.758 دولارًا للأوقية، ويأتي هذا التراجع مع تحول المستثمرين نحو الأصول الأكثر ربحية حاليًا.

في المقابل، صعدت أسعار النحاس والمعادن الصناعية الأخرى مدعومة بمرونة الاقتصاد الصيني، فرُصد ارتفاع العقود القياسية للنحاس في بورصة لندن بنسبة 0.4% مسجلة 9,483.60 دولارًا للطن، وصاحبها صعود العقود الأمريكية للنحاس بنسبة 0.5% إلى 4.6755 دولارًا للرطل.

تأثير الاتفاق الأمريكي الصيني على مستقبل أسعار الذهب

تشكل تفاصيل الاتفاق المنتظر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين نقطة تحول مهمة في مستقبل أسعار الذهب عالميًا، إذ يتوقع المستثمرون أن تؤدي هذه الخطوة إلى تخفيف التوترات التجارية وتحفيز حركة التجارة العالمية، إلا أن الأسواق لا تزال تترقب الإعلان الرسمي حول البنود النهائية للاتفاق المتوقع صدوره خلال هذا اليوم، حيث يعتمد استقرار الأسواق ومعها المعادن الثمينة بشكل كبير على التوجهات النهائية للاتفاقية.

مع استمرار صعود المعادن الصناعية وتوقعات إيجابية بشأن الاقتصاد الصيني، يبقى السؤال المطروح هو هل ستتمكن أسعار الذهب من التعافي من هذا الانخفاض الكبير؟ أم أن الدولار سيواصل الهيمنة على الأسواق خلال الفترة المقبلة، تاركًا المعادن النفيسة في حالة من التراجع المستمر.