قطر تزود مصر بالغاز.. الأبنودي يكشف تفاصيل العقود وموعد التنفيذ

في خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز أمن الطاقة في مصر، كشف سيد الأبنودي، مسؤول ملف البترول والطاقة بجريدة «الدستور»، عن كواليس زيارة وزير البترول المصري كريم بدوي إلى قطر. الزيارة جاءت بدعوة رسمية من وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري سعد شريدة الكعبي، وتهدف إلى توقيع عقود غاز طويلة الأجل مع قطر لتعزيز الإمدادات، وضمان استقرار السوق المحلي، خاصة خلال فترات الذروة.

أهمية توقيع عقود الغاز بين مصر وقطر

أوضح الأبنودي أن هذه الزيارة تأتي في إطار حرص مصر على تعزيز علاقتها مع الدول الكبرى المنتجة للطاقة مثل قطر، لتأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي؛ الأمر الذي يتماشى مع استراتيجية الدولة للحفاظ على استقرار السوق المحلي، وتحقيق أمن الطاقة. وتم خلال الاجتماعات مناقشة توقيع عقود طويلة الأجل لتوريد الغاز الطبيعي بين البلدين. ولفت الأبنودي إلى أهمية هذه الخطوة في تلبية احتياجات مصر من الغاز الطبيعي خلال ذروة الاستهلاك، خاصة في فصل الصيف؛ إذ يعد الغاز الطبيعي مصدرًا حيويًا لتشغيل المصانع ومحطات الكهرباء.

التعاون الاستراتيجي في مشاريع الطاقة

أشار الأبنودي إلى أن الزيارة شهدت مناقشات هامة حول تعزيز التعاون في مشاريع الطاقة المشتركة بين مصر وقطر. وأكد على أن المحادثات تناولت فرصة توسع “قطر للطاقة” في السوق المصري عبر مناطق الامتياز البحرية في البحر المتوسط، مثل “بئر نفرتاري” و”شمال مراقيا”. كما تمت الإشارة إلى مشروع استحواذ قطر للطاقة على حصة في شركة شيفرون بمنطقة “شمال الضبعة”، مما يؤكد على نضوج مناخ الاستثمار في مصر ونجاحه في جذب استثمارات كبرى من شركاء دوليين.

مصر كمركز إقليمي للطاقة

أكد الأبنودي أن مصر تسعى لتطوير بنيتها التحتية المتقدمة بهدف تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة. وقد ساهمت البنية التحتية في تفعيل شراكات استراتيجية عبر مشاريع إسالة الغاز وإعادة التغييز، التي تُوفر فرصة تنافسية كبرى في أسواق الطاقة العالمية. علاوة على ذلك، تعمل مصر على توسيع شراكتها مع قطر داخل منتدى الدول المصدرة للغاز GECF. وأشار الأبنودي إلى أن هذا التنسيق يسمح لمصر وقطر بتعزيز تأثيرهما على المبادرات والسياسات الدولية لتعزيز مصالحهما الوطنية المشتركة.

واختتم الأبنودي موضحًا أن زيارة وزير البترول المصري للدوحة ليست خطوة فردية، بل تُعد جزءًا من استراتيجية شاملة لتعزيز الشراكات الاقتصادية الإقليمية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوطين الخبرات المصرية في قطاع الطاقة. تعكس هذه الجهود رؤية جديدة للاستدامة وتأمين مصادر الطاقة للبلاد في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة.