«عاجل الآن» أسعار الذهب تستقر عالميًا وسط التوترات الجيوسياسية المتصاعدة

تشهد أسعار الذهب حالة من الاستقرار وسط ترقب محادثات مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث تسود الأسواق حالة من الترقب بشأن تأثير هذه المحادثات على الاقتصاد العالمي، بالتزامن مع تصاعد التوترات الجيوسياسية التي دفعت الطلب على الملاذات الآمنة، مما يعزز مكانة الذهب كأحد أبرز الملاذات الاستثمارية خلال الأزمات.

الذهب وتزامن المحادثات التجارية مع التوترات الجيوسياسية

يواصل الذهب جذب الانتباه من قبل المستثمرين في ظل الإقبال الكبير على الأصول الآمنة، يأتي ذلك مدعومًا بتقلبات السوق الناتجة عن تصعيد التوترات الجيوسياسية، حيث شهدت التطورات الأخيرة، مثل الهجمات بين روسيا وأوكرانيا وفشل المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، دورًا رئيسيًا في تعزيز الطلب على المعدن النفيس، وبالمقابل، حد الإعلان المرتقب عن حوار بين ترامب وشي من ارتفاع الذهب، إذ تأمل الأسواق في تحقيق تقدم إيجابي في ملف التجارة العالمي يعيد ثقة المستثمرين.

أسعار الذهب والملاذات الآمنة في ظل الأزمات

استقرت أسعار الذهب الفوري عند 3,353.71 دولار للأوقية، مع استقرار عقود الذهب الآجلة عند 3,377.72 دولار للأوقية، ويعكس ذلك ميل المستثمرين إلى التمسك بالملاذات الآمنة وسط مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، خاصة بعد قرار ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية، تعد هذه السياسات الاقتصادية سببًا في زيادة الشكوك بين المستثمرين، لترتفع بالتالي جاذبية الذهب كأحد الأصول البديلة التي تحظى بثقة عالية في أوقات الأزمات.

تأثير انتعاش الدولار على الذهب والمعادن الأخرى

تأثر الذهب جزئيًا بانتعاش قيمة الدولار الأمريكي، والذي استعاد قوته مؤخرًا على خلفية ترقب الأسواق لبيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إشارات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية، انعكس هذا الانتعاش سلبًا على الأداء العام للمعادن الأخرى، إلا أن الذهب حافظ على استقراره نسبيًا بفضل مكانته كملاذ آمن.
أما المعادن الصناعية مثل البلاتين فقد ارتفعت عقوده الآجلة بنسبة 0.4% مسجلة 1,079.40 دولار، بينما حافظت الفضة الآجلة على استقرارها عند 34.618 دولار للأوقية، في حين أن أسعار النحاس شهدت ارتفاعًا مدعومًا بآمال تحسن الوضع الاقتصادي في الصين، حيث سجلت عقود النحاس في بورصة لندن للمعادن ارتفاعًا بنسبة 0.2% بقيمة 9,643.10 دولار للطن.

التوقعات المستقبلية وتأثير التوترات الاقتصادية

على المدى القريب، تستند توقعات حركة الذهب إلى نتائج المحادثات المرتقبة بين ترامب وشي، حيث ترى الأسواق أن انفراجة كبيرة في ملف التجارة العالمي قد تهدئ الطلب على الأصول الآمنة، بينما في حالة تفاقم التوترات، سيواصل الذهب تحقيق مكاسبه كخيار استثماري مميز، كما أن تأثير التصعيد بين روسيا وأوكرانيا أو تطورات الملف النووي الإيراني قد يعزز الطلب بشكل أكبر.