«ارتفاع الذهب» الذهب يقفز مجددًا مع تراجع مؤشر الدولار التجاري

تعتبر أسعار الذهب محط اهتمام دائم للمستثمرين والمتداولين عالميًا، حيث شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا ملحوظًا، مدفوعة بعوامل متعددة أبرزها ضعف الدولار الأمريكي وزيادة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما جذب المزيد من الطلب على المعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا للاستثمار في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير ضعف الدولار

ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة طفيفة بلغت 0.1% لتصل إلى 3355.46 دولار للأوقية، بجانب ارتفاع العقود الأمريكية الآجلة بنفس النسبة إلى 3379.80 دولار، يعود هذا الصعود إلى تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، مما جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى غير الدولار الأمريكي، حيث يُعتبر انخفاض الدولار عنصرًا داعمًا لارتفاع أسعار الذهب بالنظر إلى العلاقة العكسية بين العملتين.

التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين

يشكل الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين عاملًا رئيسيًا في الأسعار الحالية للذهب، حيث زادت حدة التوتر بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وصف فيها نظيره الصيني بأنه صعب المراس وأكد صعوبة الوصول لاتفاق تجاري معه، علاوة على تصعيد الإجراءات الجمركية من الجانب الأمريكي، بما في ذلك رفع الرسوم على واردات الصلب والألمنيوم بشكل مزدوج، وإعطاء الضغط المستمر على الشركاء التجاريين لتقديم تنازلات أكبر وإبرام اتفاقيات جديدة، عززت هذه التحركات حالة القلق العالمي مما أدى إلى زيادة الطلب على الذهب.

أهمية بيانات الوظائف في تحديد توجه سوق الذهب

من المقرر أن تؤثر بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية بشكل كبير على حركة أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة، إذ يمكن أن تعطي مؤشرات واضحة حول السياسات النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وقد أشار العديد من مسؤولي البنك إلى مخاطر التوتر التجاري الذي ينعكس على الاقتصاد، ويوجه الأنظار إلى الذهب كأحد الاستثمارات التي تحافظ على قيمتها خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي، وهو ما يُفسر ميل أسعار الذهب للارتفاع في فترات الغموض وعدم اليقين الاقتصادي.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

شهدت المعادن النفيسة الأخرى تباينًا في أدائها، حيث انخفضت أسعار الفضة بنسبة 0.2% لتصل إلى 34.44 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.9% ليصل إلى 1083.22 دولار، أما البلاديوم فقد تراجع بنسبة 0.4% ليصل إلى 1006.49 دولار، يبرز هذا التباين أهمية مراقبة أداء سوق المعادن بشكل عام وتأثيراتها المشتركة في ظل الإقبال العالمي على الذهب كوسيلة للتحوط وسط الضغوط السياسية والاقتصادية.