«قفزة جديدة» أسعار الذهب تصعد عالميًا مع تراجع الدولار وضعف المؤشرات الاقتصادية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات يوم الأربعاء الرابع من يونيو، وسط تراجع مؤشر الدولار الأميركي وتأثير بيانات التوظيف الضعيفة في الولايات المتحدة، حيث يعكس هذا الصعود أهمية الذهب في الأسواق، إذ يُنظر إليه كملاذ آمن في ظل تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي عالمياً، كما يمثل هذا التحول نتيجة واضحة لعوامل اقتصادية متعددة أثرت بشكل مباشر على حركة البيع والشراء.

أسعار الذهب تسجل ارتفاعاً ملحوظاً

ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.8%، لتصل إلى مستوى 3378.22 دولار للأونصة، متزامنة مع الساعة 2:02 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بعد أن حققت سابقاً ارتفاعاً بنسبة 1% خلال اليوم، وفيما يتعلق بالعقود الآجلة للذهب داخل السوق الأميركي، سجلت صعوداً بنسبة 0.7%، ليغلق السعر عند مستوى 3399.20 دولار، هذا الأداء الإيجابي يعكس استمرار الطلب على الذهب، حيث يستفيد المستثمرون من تراجع العملة الأميركية وتضاؤل العوائد على السندات الحكومية.

العلاقة بين انخفاض الدولار وأسعار الذهب

ساهم انخفاض مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.5% في تمكين الذهب من تحقيق مكاسب إضافية، حيث يصبح المعدن أقل تكلفة لحائزي العملات الأجنبية الأخرى، هذا التراجع في سعر الدولار يأتي متزامناً مع انخفاض العوائد على سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات، وهو ما يعزز جاذبية الذهب كخيار استثماري مستقر خلال فترات التقلبات الاقتصادية.

تأثير البيانات الاقتصادية الضعيفة على الذهب

أظهرت بيانات التوظيف والتقارير الصادرة عن معهد إدارة التوريد الأميركي ضعفاً ملموساً في الاقتصاد، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي إلى أدنى مستوى له منذ سنوات عند 49.9 خلال شهر مايو، بينما سجل القطاع الخاص الأميركي أقل إضافة للوظائف منذ عامين بحوالي 37 ألف وظيفة فقط، وقد سلط خبراء السوق الضوء على هذه البيانات كعامل أساسي في دعم السلع، حيث يعيد المستثمرون توجيه تركيزهم نحو أصول آمنة مثل الذهب.

تأثير المفاوضات التجارية على سوق الذهب

في الوقت ذاته، تلقي المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بظلالها على السوق العالمية، حيث وصف الرئيس الأميركي رئيس الصين بأنه “صارم”، مؤكداً صعوبات التوصل إلى اتفاق تجاري جديد، كما رفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الواردات من الصلب والألومنيوم إلى 50%، هذه التوترات تُحفز المستثمرين على البحث عن أصول مستقرة بعيداً عن المخاطر، مما يدعم استمرار الإقبال على المعدن الأصفر باعتباره خياراً آمناً.

أداء المعادن الأخرى في السوق

فيما يتعلق بباقي المعادن، شهدت أسعار الفضة تراجعاً طفيفاً بنسبة بلغت 0.1% إلى 34.45 دولار للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 1.5% إلى مستوى 1089.99 دولار، في المقابل، سجل البلاديوم انخفاضاً بنسبة 1% ليصل إلى 1000.55 دولار، التغير في أداء المعادن يبرز مدى تأثر أسواق السلع بعوامل متعددة تشمل تقلب العملات وخصائص العرض والطلب.

أهمية متابعة تقارير العمل والتوظيف

يركز المستثمرون حالياً على تقارير الوظائف غير الزراعية المنتظر صدورها قريباً، حيث من المتوقع أن تقدم هذه البيانات مؤشرات حاسمة بشأن القرارات المرتقبة من قبل الاحتياطي الفدرالي حول معدلات الفائدة، وفي ظل المناخ الجيوسياسي والاقتصادي المتقلب، تظل أسعار الذهب تحت الأضواء، حيث يُنظر إليها كمرآة تعكس ثقة المستثمرين واستراتيجياتهم في مواجهة الأزمات.