منظمة تحذر من أزمة بيئية: البلاستيك في المتوسط قد يتفوق على وزن الأسماك خلال 25 عامًا

يشهد البحر الأبيض المتوسط تحديًا بيئيًا خطيرًا يتمثل في تلوثه المتزايد بالبلاستيك، حيث أفاد الاتحاد من أجل المتوسط بأن وزن البلاستيك في البحر قد يفوق وزن الأسماك خلال 25 عامًا إذا استمرت الاتجاهات الحالية دون تحسينات جذرية في إدارة النفايات، وتُظهر التقارير اليومية تسرب نحو 730 طنًا من النفايات البلاستيكية إلى مياه البحر، مما يعكس كارثة تؤثر بحدة على التنوع البيولوجي، الاقتصاد، ورفاه المجتمعات البشرية في المنطقة.

تلوث البحر الأبيض المتوسط بالبلاستيك

يُعتبر البحر الأبيض المتوسط اليوم واحدًا من أكثر المسطحات المائية تلوثًا بالبلاستيك على مستوى العالم، إذ تتسرب كميات ضخمة من النفايات إليه يوميًا نتيجة الكثافة السكانية العالية على المناطق الساحلية، والسياحة الجماعية، إلى جانب قلة تبادل المياه في البحار شبه المغلقة، وقد ساهمت هذه العوامل مجتمعة في تشكيل واحدة من أكبر بؤر التلوث العالمي، مما يهدد البيئة البحرية والصحة العامة على حدٍ سواء، خاصةً مع تراكم جزيئات البلاستيك الدقيقة في الأسماك التي تُستهلك يوميًا.

أضرار البلاستيك على التنوع البيولوجي والاقتصاد

يمثل البحر الأبيض المتوسط أقل من 1% من مساحة المحيطات العالمية، لكنه يأوي حوالي 20% من جميع الأنواع البحرية المعروفة عالميًا، ولكن مع تسرب مئات الأطنان من البلاستيك يوميًا، يتجه هذا التنوع البري والبحري نحو تهديد حقيقي، كما يؤثر التلوث البلاستيكي بشدة على القطاعات الاقتصادية الأساسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مثل السياحة وصيد الأسماك، ما يؤدي إلى انخفاض جودة الحياة وتراجع المنافع الاقتصادية التي تقدمها المخلوقات البحرية.

الحلول المقترحة للحد من تلوث البلاستيك

للحد من تلوث البحر الأبيض المتوسط بالبلاستيك، ينبغي التركيز على التحول نحو سياسات تدعم الاقتصاد الدائري وتعزيز ممارسات إدارة النفايات بصورة أفضل، وتشمل هذه الحلول:

  • تقليل استهلاك البلاستيك ذو الاستخدام الواحد.
  • تشجيع استخدام المواد القابلة للتحلل التي لا تسبب أضرارًا للبيئة البحرية.
  • دعم المبادرات الإقليمية الموجهة نحو الاقتصاد الأزرق المستدام مثل الشراكة المتوسطية الزرقاء.
  • زيادة الاستثمار في تنقية مياه البحر من المواد البلاستيكية.

خطوات الاتحاد من أجل المتوسط لخفض التلوث

يلعب الاتحاد من أجل المتوسط دورًا بارزًا في مواجهة أزمة التلوث البلاستيكي من خلال الشراكة المتوسطية الزرقاء، والتي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الأزرق المستدام عبر تمويل مشاريع بيئية تهدف إلى الحد من النفايات البلاستيكية وتعزيز التنوع البيولوجي البحري، كما نجح الاتحاد في حشد أكثر من 500 مليون يورو لدعم هذه المبادرات منذ عام 2015، مما يعكس التزامًا واضحًا نحو إيجاد حلول عملية لحماية البحر الأبيض المتوسط للأجيال القادمة.

أهمية التحرك السريع لحماية البحر الأبيض المتوسط

البيانات الواردة تؤكد ضرورة التحرك العاجل للسيطرة على تلوث البلاستيك المتزايد في مياه البحر الأبيض المتوسط، حيث تشير التوقعات إلى أن استمرار إنتاج البلاستيك بمعدل 4% سنويًا، مع غياب تحسين إدارة النفايات، سيسفر عن تضاعف كمية البلاستيك المتسرب بحلول عام 2040، لذا فإن العمل الفوري على تطبيق السياسات البيئية وإطلاق حملات واسعة النطاق للتوعية بمخاطر التلوث يُعدان خطوات أساسية للحد من هذه الكارثة المستقبلية.