أزمات برشلونة تستفحل أمام فليك قبل كلاسيكو 19 أكتوبر 2025

حقق برشلونة فوزًا مهمًا وصعبًا على جيرونا في الدوري الإسباني، ليضمن بذلك استمرار فريق المدرب هانز فليك ضمن منافسات الصدارة مع ريال مدريد، رغم الأداء المتذبذب والضعيف في بعض فترات اللقاء، مما يفتح الكثير من التساؤلات حول مشروع فليك التكتيكي وآفاق التعافي قبل مواجهة الكلاسيكو المنتظرة.

فوز برشلونة على جيرونا والعمل على تعزيز الثقة الجماعية

في كرة القدم، الانتصار لا يقاس دائمًا بالأداء الرائع أو كثرة الأهداف، وإنما بقيمته المعنوية وتأثيره على مسيرة الفريق؛ فوز برشلونة على جيرونا جاء في وقت مهم جدًا رغم المستوى غير المقنع، إذ عانى الفريق في فرض أسلوبه المعتاد، وتراجع في السيطرة على مجريات اللعب لفترات طويلة، إلا أنه ظل صامدًا حتى اللحظات الحاسمة وتمكن من حسم اللقاء. مثل هذه الانتصارات تعزز الثقة داخل المجموعة وتدعّم الإيمان بالمشروع رغم الضغوط، خاصة في ظل الخسارات المتتالية التي تكبدها برشلونة ضد باريس سان جيرمان وإشبيلية، ما يساعد على إعادة التوازن النفسي بالنسبة للاعبين ومدربهم.

تحديات التكتيك والخيارات الفنية لفليك في المباراة

أسلوب فليك في مواجهة جيرونا اعتمد على الضغط العالي والتحولات السريعة، لكنه دفع ثمن هذا التكتيك بفتح مساحات في الخط الخلفي، ما جعل الفريق مستهدفًا بشكل واضح. أثار قرار إشراك لامين يامال من البداية ثم سحبه مبكرًا حيرة المتابعين، نظرًا لدور يامال كأحد مفاتيح الحل عند مواجهة الدفاع المنظم لجيرونا، وكان من الممكن أن يسهم بقوة في نهاية المباراة مع ضعف الخصم. هذا النوع من القرارات يعكس حاجات واضحة لتطوير إدارة الدقائق الحاسمة من قبل المدرب، خصوصًا مع تكرار أخطاء مماثلة في المباريات السابقة، مما يؤكد ضرورة مراجعة الخطط الفنية لتحسين الأداء والهجوم.

الأزمات الدفاعية والهجومية التي تواجه برشلونة قبل الكلاسيكو

تتجلى إحدى أبرز مشكلات برشلونة الحالية في خط الدفاع، خصوصًا في تطبيق خطة الدفاع المتقدم التي يصر عليها فليك دون وجود غطاء كافٍ، ما يجعل الفريق مكشوفًا أمام التمريرات الطولية والكرات السريعة خلف الخطوط؛ وقد نجح جيرونا في استغلال هذا الضعف وخلق فرص عديدة كانت تهدد مرمى برشلونة. علاوة على ذلك، تُفاقم الأزمة فقدان الكرة في المناطق الدفاعية وقلة الشراسة في الضغط من بعض اللاعبين مثل لامين يامال وراشفورد وتوني فيرنانديز. من الناحية الهجومية، يعاني برشلونة من ضعف الحسم في الثلث الأخير بسبب غياب لاعبين مؤثرين مثل رافينيا وليفاندوفسكي وفيران توريس، حيث لم تنجح تبديلات فليك في استغلال الفرص المتاحة أو استثمار الكرات العرضية بشكل فعال، وهو أمر يحتاج إلى حلول سريعة قبل مباراة الكلاسيكو المرتقبة.

نقاط ضعف برشلونة التأثير على الأداء
الدفاع المتقدم بدون تغطية كافية تعرض المرمى لكرات خطيرة وفرص تهديفية متكررة
فقدان الكرة في مناطق حساسة خلق هجمات مرتدة خطرة للخصم
غياب الحاسم في الخط الأمامي فشل في ترجمة الفرص لأهداف حتى مع وجود فرص كثيرة
الإرهاق البدني لبيدري تراجع الأداء الفني وتأثر الإبداع في صناعة اللعب

إلى جانب هذه المشكلات، يبقى بيدري محور الإبداع في تشكيل برشلونة، لكنه يعاني من الإرهاق والإجهاد البدني الناتج عن كثرة مشاركاته، ما يعرضه لخطر الإصابات العضلية، خصوصًا في ظل ضغط المباريات المتوالية والقادمة. إدارة فليك لمشاركة بيدري بشكل محسوب تبقى ضرورة ملحة للحفاظ على نجمه في اللحظات المصيرية.

الاستعدادات للكلاسيكو المقبل أمام ريال مدريد تضع فليك أمام اختبار حقيقي؛ ففريقه لا يقدم نفس القوة والشراسة التي شهدت تغلبه في المواجهات السابقة، بينما ريال مدريد الذي يقوده ألونسو يدخل المنافسة بتشكيلة مختلفة ومنظومة جديدة. هذه المعطيات تجعل المباراة تحمل بعدًا خاصًا، حيث توازن العقلية والقدرة على استغلال الفرص سيكونا الحاسمان في حسم المواجهة المنتظرة، مما يزيد من أهمية معالجة أزمات الفريق الفنية والتنظيمية قبل التحدي الأكبر.