بعد 15 عامًا.. تشابي ألونسو أمام تحدي تحقيق نبوءة مورينيو في إدارة المباريات الكبرى اليوم

تشابي ألونسو يواصل تحقيق تطلعات مورينيو في مسيرته التدريبية بعد مرور 15 عامًا، إذ أثبت مدرب ريال مدريد الحالي أنه يحظى بفهم تكتيكي عميق وقدرة فريدة على تطوير الفرق. تتضح براعة تشابي ألونسو كمدرب في تحكمه بأسلوب اللعب وتنظيم الفريق، مما يجعله من أبرز الأسماء التي تضع بصمتها في عالم التدريب الحديث.

رحلة تشابي ألونسو: من لاعب ذكي إلى مدرب يقدم كرة متطورة

بدأ تشابي ألونسو مسيرته كلاعب وسط مميز مع ريال مدريد في موسم 2010-2011، تحت قيادة جوزيه مورينيو، الذي اعتمد على منظومة “4-2-3-1” جعلته محور ارتكاز تكتيكي. يصف زميله بيبي الفضول التكتيكي لألونسو، إذ كان يسأل دومًا عن الخطط وأسباب التحركات، مما أبرز شغفه الكبير بفكرة التدريب وتحليل اللعبة. تلك المرحلة وضعت أساسًا متينًا لتحوله المهني نحو التدريب، خاصة بعد تجربته في أندية مثل بايرن ميونخ وليفربول، حيث تعلم تحت قيادة مدربين كبار. هذه الخبرات أثرت في فلسفة تشابي ألونسو التي تجمع بين الانضباط، سرعة التحول، والضغط العالي.

كيف أكدت مسيرة تشابي ألونسو التدريبية بصمات مورينيو عبر النتائج والتطوير

عندما تولى تشابي ألونسو تدريب باير ليفركوزن في أكتوبر 2022، كان الفريق يعاني في قاع جدول الدوري الألماني، لكنه تمكن بأسلوبه المرن والسيطرة الذكية على خط الوسط من قلب الأوضاع. في موسمه الأول، استطاع تحقيق المركز السادس والوصول إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، قبل أن يكتب نجاحًا أكبر بالفوز بلقب الدوري الألماني في الموسم التالي. هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة فلسفة تكتيكية متطورة تؤكد على اللعب الجماعي والهجومي مع تعزيز دور الأظهرة والأجنحة، إلى جانب التطوير المستمر للاعبين، مما يعكس رؤية تشابي التي سبق أن بدأ مورينيو في التنبؤ بها منذ عام 2010.

التحديات التي تواجه تشابي ألونسو في مهمة تدريب ريال مدريد الحالية

على الرغم من البداية الواعدة لتشابي ألونسو مع ريال مدريد في الليجا ودوري أبطال أوروبا، إلا أن المدرب الإسباني يواجه انتقادات حادة بسبب نتائجه أمام الفرق الكبيرة. تلقت فريقه خسارات مؤثرة مثل الهزيمة 4-0 أمام باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية، وكذلك نتيجة 5-2 أمام أتلتيكو مدريد، مما أثار تساؤلات عن قدرته على التعامل مع المباريات الحاسمة. تتجه الأنظار الآن إلى مباراته المرتقبة ضد برشلونة في الكلاسيكو، التي ستكون محطة مهمة لإثبات موهبته التدريبية وقدرته على قيادة ريال مدريد بأفضل صورة ممكنة. كما ينتظره اختبار صعب في دوري أبطال أوروبا أمام فرق قوية مثل يوفنتوس وليفربول ومانشستر سيتي.

تشابي ألونسو إذًا يمثل نموذجًا نادرًا يجمع بين الذكاء التكتيكي والخبرة العملية التي أهّلته للنجاح في عالم التدريب، مرورًا بفترة طويلة من التطور والاستفادة من أفضل الخبرات، ويبدو أنه عازم على تحقيق ما توقعه مورينيو قبل أكثر من عقد من الزمن.