صناديق تعدين الذهب العالمية تواجه تراجعًا ملحوظًا بعد صعودها القوي في بداية 2025

شهدت صناديق تعدين الذهب العالمية تقلبات واضحة مؤخرًا بعد صعود قوي في أوائل عام 2025، حيث انخفضت تدفقات الاستثمار إلى الصناديق المتداولة التي تتابع أسهم شركات التعدين، بالرغم من الأداء المتميز للقطاع الذي شهد خلاله أسعار الذهب مستويات غير مسبوقة، إلا أن المستثمرين اتجهوا نحو جني الأرباح وتركيز أموالهم على قطاعات أخرى سريعة النمو مثل التكنولوجيا والعملات المشفرة.

أداء صناديق تعدين الذهب وأسباب الانخفاض

تميز قطاع تعدين الذهب خلال 2025 بارتفاعات كبيرة في أسهم الشركات العاملة به، حيث ارتفعت أسهم صندوق “فان إيك غولد ماينرز” المتداول بنسبة 57%، متجاوزًا مؤشر “إس آند بي 500″، ورغم ذلك، شهدت الفترة الأخيرة خروج تدفقات مالية كبيرة نتيجة إعادة التوازن الاستثماري للمستثمرين، ويرجع ذلك إلى اهتمام المستثمرين بقطاعات استثمارية أخرى ذات عوائد أعلى أو نمو سريع، مثل التكنولوجيا والعملة المشفرة، وهو ما أثر سلبيًا على صناديق تعدين الذهب.

رؤية المستثمرين تجاه صناديق تعدين الذهب

وفقًا لجون شيامباليا، الرئيس التنفيذي لشركة “سبروت لإدارة الأصول”، فإن سبب تراجع التدفقات المالية لصناديق تعدين الذهب المتداولة يعود إلى عمليات بيع تتم خلال أوقات الارتفاع، ويتفق غريغ تايلور، كبير مسؤولي الاستثمار في “بيندر فاند كابيتال”، مع هذا التحليل، مشيرًا إلى أن الإفراط في الإنفاق من قبل بعض شركات التعدين دفع المستثمرين للتعامل مع القطاع على أنه تداول قصير الأجل بدلاً من استثمار طويل الأمد، وقد ساهمت هذه الرؤية في سلوك الأسواق واختيار أسهم القطاعات البديلة كملاذ للاستثمار.

التقييمات الجاذبة لشركات تعدين الذهب

رغم التحديات التي تواجهها، فإن أسهم شركات تعدين الذهب لا تزال تقدم تقييمات جاذبة للمستثمرين، على سبيل المثال، تتداول أسهم شركة “نيوماونت” بمكرر ربحية يبلغ 13 مرة، وهو أقل بكثير من متوسط السنوات الخمس الماضية عند 20 مرة، مما يجعل هذه الأسهم مُغرية للمهتمين بالإبقاء على استثماراتهم في القطاع، كما أظهرت تقارير “سكوشيا كابيتال” أن تقييمات أسهم هذا القطاع لا تزال أقل بكثير من المستوى الذي تعكس ارتفاع أسعار الذهب إلى 3380 دولارًا للأونصة.

العوامل المؤثرة في استمرارية دعم القطاع

هناك عدة أسباب تساعد في استمرار دعم أسعار الذهب وأسهم شركات تعدين الذهب خلال الفترة المقبلة، وتشمل انخفاض تكاليف الإنتاج، مثل انخفاض أسعار النفط والديزل، مما يخفض من تكاليف الإنتاج بشكل عام، من جهة أخرى، تستمر البنوك المركزية في شراء الذهب على نطاق واسع، وتشير تقديرات غولدمان ساكس إلى شراء حوالي 80 طنًا من الذهب شهريًا، مما يعزز استقرار الأسواق ويسهم في رفع ثقة المستثمرين بأسهم القطاع.

العوامل الداعمة القيمة
انخفاض تكاليف الإنتاج تأثير إيجابي على الأرباح
أسعار الذهب العالية دعم مستمر للاستثمارات
شراء البنوك المركزية للذهب 80 طنًا شهريًا

في النهاية، رغم التحديات الحالية التي واجهت صناديق تعدين الذهب العالمية، إلا أن استمرار العوامل الداعمة وزيادة جاذبية التقييمات قد يساهم في تعزيز الإقبال عليها مستقبلاً، حيث يبقى الذهب دائمًا خيارًا آمناً وملاذاً استثمارياً فعالاً.