بوابة الملك سلمان في مكة.. نقلة عمرانية تغيّر ملامح المدينة

يُعد مشروع بوابة الملك سلمان في مكة نقلة عمرانية كبرى تعيد تشكيل وجه العاصمة المقدسة، حيث تبدأ هذه المبادرة الطموحة التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أكتوبر 2025 بتحويل المنطقة المركزية إلى وجهة عالمية متكاملة تعكس روح المكان وقدسية الحرم المكي الشريف بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030 لتعزيز جودة الحياة والتنمية المستدامة.

الموقع الاستراتيجي لمشروع بوابة الملك سلمان وصلته بالحرم المكي

يقع مشروع بوابة الملك سلمان بجوار المسجد الحرام مباشرة، ما يمنحه موقعًا فريدًا يرابط بين القلب النابض للمدينة المقدسة وشبكات النقل المختلفة؛ فالمشروع يُشكل نقطة تلاقي بين السكن والخدمات والثقافة والتجارة، ما يوفر سهولة حركة الزوار والحجاج خلال مواسم الذروة. هذا الموقع الاستراتيجي يجعل من بوابة الملك سلمان مركزًا رئيسًا يجمع ملايين المعتمرين من أنحاء العالم، ويحسن من تجربة التنقل بين أماكن الإقامة والمطاف حول الحرم الشريف.

تصميم وتجهيزات مشروع بوابة الملك سلمان ومساحته الضخمة

يمتد مشروع بوابة الملك سلمان على مساحة ضخمة تصل إلى 12 مليون متر مربع، ليشكل نموذجًا متكاملًا للمدن العصرية ذات الطابع الإسلامي الأصيل؛ إذ يحتوي على مرافق سكنية حديثة، وخدمات ثقافية وتجارية متطورة، إضافة إلى مساحات خضراء واسعة ومرافق مخصصة لاستقبال الزوار. كما يوفر المشروع ساحات ومصليات جديدة يمكنها استيعاب أكثر من 900 ألف مصلٍ، ما يسهم بشكل فعال في رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام خلال مواسم الحج والعمرة، حاملاً معه مفهومًا جديدًا للتجربة الروحية والعملية في مكة.

دور مشروع بوابة الملك سلمان في الحفاظ على التراث وتعزيز رؤية 2030

يركز مشروع بوابة الملك سلمان على الدمج بين التطوير العمراني الحديث والحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية للمملكة؛ إذ يشمل إعادة تأهيل مناطق تراثية بمساحة نحو 19 ألف متر مربع، مع إيلاء اهتمام معماري خاص يعكس الطابع المكي الأصيل. بالإضافة إلى مساهمته في دعم رؤية المملكة 2030، يهدف المشروع إلى تنويع الاقتصاد الوطني من خلال توفير أكثر من 300 ألف فرصة عمل بحلول عام 2036، وجذب الاستثمارات المحلية والعالمية، وبذلك يصبح بوابة الملك سلمان نموذجًا رائدًا للتطوير العمراني المستدام الذي يعزز مكانة مكة كوجهة دينية وسياحية عالمية.

تتولى شركة “رؤى الحرم المكي” تنفيذ مشروع بوابة الملك سلمان باستخدام أحدث التقنيات الهندسية والتخطيط الحضري، مع التركيز على الاستدامة البيئية وكفاءة الطاقة، مع الحفاظ على الطابع الثقافي المميز؛ حيث يمثل المشروع امتدادًا لمجموعة من المبادرات التي يقودها صندوق الاستثمارات العامة لتعزيز مكة كمركز عالمي للضيافة الروحية. بهذا التطور الشامل، تستعد مكة لتحويل مفهوم السياحة الدينية إلى تجربة متكاملة تجمع بين التنظيم والابتكار والراحة، مما يجعلها نموذجًا عالميًا للبنية التحتية الذكية والخدمات الاستثنائية التي تلبي حاجة ملايين الزوار سنويًا.