أول أيام التشريق.. كيف يقضي الحجاج وقتهم في منى؟

أول أيام التشريق يُعد من أبرز محطات مناسك الحج التي يعيشها حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى، تقع هذه الأيام بعد يوم النحر، وتُعد جزءًا لا يُجزَّأ من رحلة الحج المباركة، حيث تبدأ أعمال أول أيام التشريق من خلال العديد من المناسك والعبادات، التي تهدف إلى تعزيز الروحانية وتنقية النفس من الذنوب.

ماذا يفعل الحجاج في منى أول أيام التشريق؟

يفتتح الحجاج أول أيام التشريق بأداء العديد من الأعمال التي تُعد جوهرية في استكمال مناسك الحج كما وردت في السنة النبوية، تُعتبر أيام التشريق الثلاثة، التي توافق أيام 11 و12 و13 من شهر ذي الحجة، فرصة للمبيت بمنى والمشاركة في العبادات الهامة مثل رمي الجمرات، الذكر والتكبير قرب الله، كل واحدة من هذه العبادات تُسهم في تغذية الروح وتهذيب النفس، وهذه الأيام تتيح للحاج الانغماس في أجواء إيمانية عظيمة.

الأعمال الأساسية في أول أيام التشريق

من ضمن الأعمال التي يقوم بها الحاج في أول أيام التشريق:

• المبيت في منى: يُعد المبيت خلال ليالي التشريق سنة مؤكدة، حيث يُستحب البقاء في مشعر منى اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
• رمي الجمرات الثلاث: يبدأ الحجاج برمي الجمرة الصغرى، ثم الوسطى، وأخيرًا الجمرة الكبرى، ويرمي كل جمرة بعدد سبع حصيات متتالية مع التكبير عند كل رمية.
• الدعاء بعد الجمرات: يُفضل الوقوف للدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى، متوجها بالقبلة ويدعو بما شاء.
• التكبير والذكر: تحث السنة النبوية الحجاج على الإكثار من ذكر الله وتكبيره خلال هذه الأيام.

أحكام التعجل في أيام التشريق

يُسمح للحجاج بالتعجل في مغادرة مشعر منى بعد اليوم الثاني عشر بشرط إتمام رمي الجمرات قبل غروب شمس اليوم، وذلك كما جاء في قوله تعالى ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾، ويُعتبر هذا التخيير من أحكام التيسير والرحمة في الإسلام، أما من اختار البقاء حتى اليوم الثالث عشر فإنه يكمل مناسكه برمي الجمرات في اليوم الأخير.

فوائد الروحانية في أيام التشريق

تُعد أيام التشريق فرصة مميزة لتزكية النفس وتطهيرها من الذنوب، حيث يعيش الحاج أجواء روحانية تضيف إلى تجربته قداسة وعظمة، الإكثار من قراءة القرآن الكريم، الذكر، الدعاء، والتكبير يغمر القلوب بالسكينة والراحة، كما أن أداء المناسك في أوقات محددة يُعلم المسلم قيمة الالتزام والطاعة في الحياة اليومية، هذا يعكس أهمية الحج في تصحيح مسار النفس وتنقيتها.

التكبير والذكر في منى

أيام التشريق هي أيام تكبير وذكر كما وصفتها السنة النبوية، يُستحب للحاج أن يرفع صوته بالتكبير ويردد “الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد” في كل وقت وحين، إن هذه الشعيرة تعيد للحاج معاني التوحيد والخضوع الكامل لرب العالمين، مما يعزز معاني العبودية والطاعة لله.