«اتفاق نووي» أمريكا وإيران تقتربان من تفاهم تاريخي وروسيا تدعم المسار

تشهد المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث أكدت الولايات المتحدة نيتها الجادة لإبرام اتفاق مع طهران، وذلك بالتزامن مع مؤشرات متزايدة على اقتراب الطرفين من التوصل إلى تفاهم شامل يهدف إلى معالجة هذا الملف الشائك وتحقيق الاستقرار الإقليمي.

البرنامج النووي الإيراني محور المباحثات

أعلنت الإدارة الأمريكية أن المفاوضات بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي الإيراني تشهد تطورًا ملموسًا، حيث أشار البيت الأبيض إلى وجود ترتيبات لعقد محادثات مباشرة في سلطنة عمان بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى، وتضمنت التصريحات تحديد خيارين أمام إيران: إما المضي قدمًا نحو اتفاق مشترك أو مواجهة عواقب تصعيدية، فيما أكد الجانب الإيراني أنه يتعامل بجدية وحذر مع هذه المحادثات ويطالب بخطوات عملية من الجانب الأمريكي مثل تخفيف العقوبات الاقتصادية كشرط أساسي للانتقال إلى جولة جديدة من المفاوضات.

دور الوساطة الروسية في المحادثات

لعبت روسيا دورًا محوريًا في دعم العملية التفاوضية بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني، حيث أعرب نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو عن استعداد موسكو لتوفير الدعم اللازم للطرفين لتحقيق تقدم مُرضٍ، مشيرًا إلى خبرتها السابقة في تسهيل التنفيذ العملي للاتفاق النووي لعام 2015، وتولت روسيا دور المنسق الدولي، مؤكدة على أهمية تحقيق الاستقرار الإقليمي وضمان تنفيذ أي توافق يتم التوصل إليه.

جهود عمانية لتعزيز التقارب

كانت سلطنة عمان طرفًا أساسيًا في الجهود الدبلوماسية التي تدور بشأن البرنامج النووي الإيراني، إذ استضافت عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين خلال الأشهر السابقة، حيث شهدت آخر جولة في مايو تقدمًا كبيرًا في تقريب وجهات النظر بين الطرفين، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني استعداد بلاده تقديم تنازلات تتعلق بمستوى تخصيب اليورانيوم كجزء من جهود تعزيز الثقة بين الجانبين مع الحفاظ على جوهر برنامجها النووي.

توقعات جولة جديدة من المفاوضات

ينتظر أن تتجه الأنظار قريبًا نحو تحديد موعد جديد لجولة خامسة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، وسط تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق اختراق دبلوماسي يعيد هذا الملف إلى طاولة التفاهمات الدولية، فيما يعكف الطرفان على دراسة تفاصيل المقترحات المطروحة، حيث يأمل المجتمع الدولي في أن تُفضي هذه الجهود إلى تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.