«خطوة قوية» الاحتياطي النقدي يعزز قوة الجنيه ويؤثر على أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة تحركات ملحوظة على المستويين المحلي والعالمي، في ظل زيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي المصري إلى 48.5 مليار دولار، وهو ما يجعله الأعلى في تاريخه، مما ساهم في تعزيز القوة الاقتصادية ودعم استقرار سعر الجنيه المصري، بالإضافة إلى التأثير على أسعار الذهب محليًا بشكل إيجابي، بما أعاد التوازن بين السوقين المحلي والعالمي.

أسعار الذهب محليًا وتأثير الاحتياطي النقدي

أشار إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إلى أن زيادة الاحتياطي النقدي ساهمت في تقليص الضغوط السابقة على العملة المحلية، وأعادت الاستقرار لأسعار الذهب في السوق المحلية، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 من 4590 جنيهًا إلى 4650 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يعكس توازنًا نسبيًا في العرض والطلب داخل السوق المصرية.

شهدت السوق المحلية تقلبات طفيفة خلال الأسبوع مع تسجيل الذهب ذروته يوم الخميس الماضي عند 4750 جنيهًا، قبل أن ينخفض تدريجيًا إلى 4650 جنيهًا، وهذا التغير يُظهر تطابقًا نسبيًا مع حركة السوق العالمية التي تأثرت بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية.

أسعار الذهب عالميًا والعلاقة مع الأسواق المحلية

عالميًا، تأثرت أسعار الذهب بتقلبات عوائد السندات الأمريكية وحركة الدولار، مما أدى إلى انخفاض سعر أوقية الذهب من مستويات 3400 دولار إلى 3322 دولارًا، ويرجع ذلك إلى تهدئة التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين الأمريكي والصيني.

في هذا السياق، أوضح واصف أن السوق المحلي عاود الارتباط بشكل أوضح بالسوق العالمية بعد فترة من الانفصال بسبب الضغوط السابقة على الجنيه المصري، مما يساهم في استقرار الأسعار لكلا السوقين ويعزز من المصداقية لدى المستثمرين المحليين.

تطور أسعار الذهب في السوق المحلية

أسباب تقلب أسعار الذهب

وفّر الاستقرار في سعر صرف الجنيه المصري بعد زيادة الاحتياطي النقدي دعمًا كبيرًا ساهم في تقليص الفجوة بين الأسعار المحلية والعالمية، ومع ذلك، فإن العوامل الجيوسياسية والتوقعات بشأن عوائد السندات الأمريكية تُعد المحركات الأساسية في تحديد أسعار الذهب على المستوى العالمي، بينما يستجيب السوق المحلي لهذه التغيرات بشكل سريع ومباشر.

الدروس المستفادة من تحركات الذهب

توفر تحركات الذهب الأخيرة فرصة للمستثمرين لفهم العوامل التي تؤثر على السوق، سواء كانت داخلية مثل الاستقرار النقدي، أو خارجية كالتحولات الدولية في السياسة والاقتصاد، ويتطلب السوق المحلي رصدًا مستمرًا لهذه التغيرات لضمان اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة، كما يوحي استقرار الجنيه بتحسن مستمر في الأداء الاقتصادي الذي يعزز ثقة المستثمرين ويؤدي إلى استقرار السوق بشكل أكبر.