تنصيب الأنبا سيميون مطرانًا لدير سانت كاترين بعد غياب 52 عامًا اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2025

شهد دير سانت كاترين في جنوب سيناء اليوم حدثًا فريدًا يتمثل في تنصيب الأنبا سيميون مطرانًا لدير سانت كاترين، بعد غياب هذا المنصب لمدة 52 عامًا، وهو ما يعيد إحياء تقليد كنسي عريق في واحدة من أقدم الأماكن المقدسة التي تجمع بين مصر واليونان.

تفاصيل مراسم تنصيب الأنبا سيميون مطران دير سانت كاترين وسط أجواء روحانية

أقيمت مراسم تنصيب الأنبا سيميون مطران دير سانت كاترين صباح اليوم في الكنيسة الكبرى بالدير، بحضور عدد كبير من الشخصيات الرسمية والدينية من مصر واليونان، من أبرزهم الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء، وكيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان، إلى جانب جورجيوس جيرابيتريتيس وزير الخارجية اليوناني ونيقولاوس باباجيورجيو السفير اليوناني لدى القاهرة. كما شارك المطران الأنبا أنطونيوس مطران القدس للروم الأرثوذكس ورجال دين من مختلف الطوائف. تميزت المراسم بأدائها باللغتين اليونانية والعربية وسط أجواء روحانية مهيبة، تخللتها الترانيم الكنسية والطقوس التقليدية التي تسلط الضوء على مكانة دير سانت كاترين المقدسة وتنصيب المطران الجديد.

تغطية موقع الحق والضلال لحدث تنصيب المطران وسط تفاعل كبير

يُعتبر تنصيب الأنبا سيميون مطران دير سانت كاترين حدثًا غير مسبوق منذ عام 1973، حيث ظل المنصب شاغرًا طوال 52 عامًا، بحسب موقع الحق والضلال، الذي وثق كل التفاصيل بدقة. جاء اختيار الأنبا سيميون بعد تصويت رهبان الدير في سبتمبر من العام الماضي، ليخلف المطران الراحل الأنبا دميانوس الذي قضى سنوات طويلة في خدمة الكنيسة في سيناء، قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى العام الماضي.

السيرة الذاتية للأنبا سيميون ودوره الروحي في دير سانت كاترين

وُلد الأنبا سيميون عام 1957 في مدينة بيرايوس باليونان، ودرس في كلية اللاهوت بجامعة أثينا حيث تخصص في الفلسفة والعلوم الدينية، وبدأ مشواره المهني معلّمًا للتعليم المسيحي في المرحلة الثانوية. رُسم شماسًا عام 1983، ثم كاهنًا في عام 1986، وصعد إلى رتبة أرشمندريت وأب روحي، حيث عمل في كنيسة القديس ديمتريوس بتامبوريا. التحق بالدير عام 1988 ونال الإسكيم الكبير تحت إشراف المطران الراحل دميانوس، وتدرّج في المناصب داخل الدير بدءًا من أمين المكتبة ومرورًا بسكرتير الأخوية، حتى وصل إلى وكيل المطران، مما أكسبه خبرة كبيرة في شؤون الآثار المقدسة والتعليم الروحي.

مسيرة الأنبا سيميون الروحية وتأثيره المجتمعي في اليونان وسيناء

امتدت مسيرة الأنبا سيميون الروحية لعقود، حيث خدم في فرع دير سانت كاترين بأثينا لمدة ثلاث سنوات، وقضى 25 عامًا في منطقة أليبوكوري ميغارا، حيث ترأس الجمعية الأرثوذكسية التي أشرفت على مشاريع خيرية واجتماعية متعددة، مثل دور الأيتام ورعاية كبار السن. هو معروف بتواضعه العميق ومعرفته الواسعة، محافظًا على التقاليد الأرثوذكسية القديمة في العبادة والتعليم الروحي، مما جعله خيارًا مناسبًا لتولي منصب مطران دير سانت كاترين.

الأبعاد الثقافية والسياسية لتنصيب المطران في دير سانت كاترين

يحمل تنصيب الأنبا سيميون مطران دير سانت كاترين بعدًا يتجاوز الاحتفال الكنسي ليعكس علاقة تاريخية وثقافية بين مصر واليونان. يجسد الحدث تسامح الأديان والتعايش الثقافي في سيناء، حيث يعد الدير من أقدس المواقع التي تجمع بين الحضارتين. حضور كبار المسؤولين المصريين واليونانيين يعكس الاهتمام الدولي بمكانة الدير الذي يعد تراثًا عالميًا مسجلًا لدى اليونسكو ومركزًا روحيًا مهمًا.

لمحة عن تاريخ ودور دير سانت كاترين في المشهد الديني

يقع دير سانت كاترين عند سفح جبل موسى في جنوب سيناء، ويعتبر أقدم دير يعمل دون انقطاع منذ تأسيسه في القرن السادس الميلادي على يد الإمبراطور جستنيان. يحتضن الدير مكتبة أثرية تضم آلاف المخطوطات النادرة والكنيسة التي تحتوي أيقونات بيزنطية مميزة. كما يمثل الدير مقرًا للكنيسة الأرثوذكسية في سيناء، ويجمع رهبانًا من جنسيات مختلفة، منهم المصريون واليونانيون، ممثلين نموذج التعايش والتكاتف الروحي.

المناسبة التفاصيل
تاريخ التأسيس القرن السادس الميلادي
الموقع جنوب سيناء عند سفح جبل موسى
المخطوطات المكتبية آلاف المخطوطات الدينية والتاريخية النادرة
التراث العالمي مسجل في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي
التنوع الرهباني رهبان مصريون ويونانيون

يشكل تنصيب الأنبا سيميون مطرانًا لدير سانت كاترين استعادة لتقاليد عريقة اختفت لأكثر من نصف قرن، ويؤكد دوره في الحفاظ على التاريخ الروحي الغني لدير سانت كاترين والدور الكبير الذي يلعبه في تعزيز الروابط الدينية والثقافية بين مصر واليونان، مما يعكس عمق الوحدة والتعاون بين الحضارتين في موقع مقدس بقلوب المؤمنين.