بعد قفزة قياسية في 2025، البنك الدولي يكشف عن تباطؤ جديد في ارتفاع أسعار الذهب الآن

شهدت أسعار الذهب في 2025 قفزة قياسية دفعت البنك الدولي إلى توقع تباطؤ في ارتفاع الأسعار خلال العامين التاليين، مع توقعات باستمرار السوق في تحقيق مستويات مرتفعة، لكن بوتيرة أقل حدة مقارنة بالفترة الأخيرة.

العوامل الأساسية وراء صعود أسعار الذهب التاريخي

أوضح البنك الدولي أن الطلب الاستثماري المتزايد كان المحرك الرئيس للارتفاع الكبير في أسعار الذهب، وذلك نتيجة التوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية، بالإضافة إلى ضعف الدولار الأمريكي وسياسات التيسير النقدي المتبعة. كما ذكر التقرير أن معدلات ارتفاع الذهب في 2025 قد تصل إلى 42% مقارنة بالعام السابق، وهو رقم يشبه طفرة أسعار الذهب في أواخر السبعينات، رغم اختلاف الظروف الاقتصادية الحالية من حيث التضخم وصدمات الطاقة. لقد شكلت مشتريات البنوك المركزية غير المسبوقة عاملاً مهما يسهم في دعم الأسعار، مما يمهد الطريق لتعزيز مستويات مرتفعة جديدة حتى ولو شهدت الأسواق تراجعات في 2027.

توقعات أسعار الذهب في 2026 وما بعدها

يرى البنك الدولي أن أسعار الذهب ستشهد ارتفاعًا طفيفًا في 2026 بنسبة 5%، ليبلغ متوسط سعر الأوقية حوالي 3,575 دولارًا، بعد القفزة الكبيرة التي تجاوزت 50% خلال 2025؛ ما يعكس تباطؤًا متوقعًا في وتيرة الصعود. أما في عام 2027، فالتوقعات تشير إلى انخفاض متوسط سعر الذهب إلى 3,375 دولارًا للأوقية، بنسبة هبوط تتجاوز 5%. ويعكس هذا التصعيد والتراجع المتوقع تحولات في ديناميكيات السوق مع استمرار عوامل متعددة تؤثر على العرض والطلب العالميين.

أداء الفضة وتوقعات الطلب المستقبلي

يشير تقرير البنك الدولي إلى أن أسعار الفضة ستحقق نموًا ملحوظًا بنحو 7.9% في عام 2026، حيث يُتوقع أن يصل متوسط سعر الأوقية إلى 41 دولارًا، مدعومًا بالطلب المزدوج كأصل استثماري وكمكون صناعي أساسي في تقنيات الطاقة المتجددة وأشباه الموصلات؛ مما قد يمنح الفضة استقرارًا أفضل مقارنة بالذهب في حال ضعف الحوافز للاستثمار في الأصول الآمنة. ومع ذلك، فقد حذر التقرير من وجود مخاطر صعود وهبوط في الأسعار؛ إذ يمكن أن تزيد التوترات الجيوسياسية أو النزاعات التجارية من الإقبال على الذهب والفضة كملاذات آمنة، بينما قد يؤدي تحسن الأوضاع السياسية وتشديد السياسات النقدية إلى ضغوط هابطة على الأسعار تدريجيًا مع نهاية دورة الارتفاع.

تشير هذه التوقعات إلى تحول هيكلي في سوق المعادن الثمينة مع استمرار عوامل متغيرة على مستويات الطلب والعرض؛ مما يجعل متابعة تحركات أسعار الذهب بشكل دقيق أمرًا لا غنى عنه لكل المهتمين بالأسواق الاستثمارية.