اليوم 31-10-2025.. اعتماد «إعلان شرم الشيخ» في ختام مؤتمر الإنتوساي 25 بمصر برؤية جديدة للرقابة والتنمية

اختتم مؤتمر الإنتوساي 25 بمدينة شرم الشيخ بأحد أهم المحطات الرقابية الدولية، حيث جاء اعتماد «إعلان شرم الشيخ» ليعكس رؤية جديدة تجمع بين الرقابة والتنمية وتوظيف التقنية الحديثة بفاعلية. المؤتمر، الذي استضافته مصر تحت رعاية رئاسة الجمهورية، شهد مشاركة واسعة من رؤساء الأجهزة العليا للرقابة وممثلين عن منظمات دولية وإقليمية متخصصة في الحوكمة والمراجعة العامة.

دور مؤتمر الإنتوساي 25 في تعزيز الرقابة والتنمية المستدامة

عكست فعاليات مؤتمر الإنتوساي 25 أهمية العمل الرقابي الدولي في تعزيز التنمية المستدامة، حيث أكد رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، المستشار محمد الفيصل يوسف، على أن هذا المؤتمر كان محطة فارقة في تطور العمل الرقابي. وشدد على الإنجاز المؤسسي الذي تحقق بتحديث الهوية البصرية للمنظمة وتسجيل شعارها كعلامة دولية معتمدة، مما يعزز تأثير معايير المعرفة التي تعتمدها الإنتوساي ويُرسخ مكانتها. كما سلط الضوء على المبادرة التنموية التي ساعدت في تطوير قدرات الأجهزة العليا ورفع كفاءة ممارساتها على المستويات المهنية والمؤسسية، مؤكدًا أن المعرفة لم تعد وثيقة فقط بل أداة فعالة للإلهام ونشر الممارسات الفضلى عالمياً.

تعزيز استقلالية الأجهزة وتكامل العمل الرقابي مع الذكاء الاصطناعي

تحتل استقلالية الأجهزة العليا للرقابة مكانة محورية في إعلان شرم الشيخ، حيث أكد المؤتمر ضرورة ترسيخ مبادئ الاستقلال والاحترافية والكفاءة كأركان لا غنى عنها. وبرزت أهمية تعزيز التنسيق بين الإنتوساي والمنظمات الإقليمية، ما أسهم في تعزيز تبادل الخبرات والعمل المشترك. كما ناقش المؤتمر دور الذكاء الاصطناعي في تطوير آليات الرقابة الرقمي، مع التأكيد على أن هذا الاستخدام يجب أن يتم ضمن إطار أخلاقي دقيق، يضمن الموثوقية والمساءلة، فلا يُنظر للذكاء الاصطناعي كهدف بحد ذاته، بل كوسيلة ترفع من جودة الأداء وتزيد من قيمة العمل الرقابي.

مخرجات إعلان شرم الشيخ وتوصياته لتعزيز الحوكمة الدولية

شكل إعلان شرم الشيخ وثيقة جامعة لمخرجات مؤتمر الإنتوساي 25، إذ احتوى على عدة توصيات تسعى لتطوير العمل الرقابي على المستويات الدولية. من أبرز هذه التوصيات:

• تعزيز استقلالية الأجهزة العليا للرقابة لضمان نزاهة الأداء ومصداقية النتائج
• اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن عمليات المراجعة لتعزيز الدقة والكفاءة
• توسيع التعاون الدولي من أجل تحقيق حوكمة أكثر كفاءة واستدامة تعود بالنفع على المجتمعات
• ترسيخ مفهوم التكامل والتنسيق بين مختلف الجهات الرقابية الإقليمية والدولية

أوصى الإعلان برؤية متكاملة تربط بين التقنية المتطورة والضمير المهني، إلى جانب الكفاءة التي تصب في خدمة الاستدامة، مما يمثل بداية جديدة لمسيرة الإنتوساي في تحقيق رقابة فعالة ومؤثرة تطمح لتحسين الحوكمة عالمياً.

أبرز مؤتمر الإنتوساي 25 أن الرقابة في عصر التحول الرقمي يجب أن تمزج بين الدقة والقيمة، مستفيدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة متوازنة ومسؤولة. خطوة اعتماد إعلان شرم الشيخ جاءت كإشارة واضحة لبداية عهد جديد يتسم بالتعاون الدولي والتكامل بين التكنولوجيا والتنمية، ما يجعل من الرقابة أداة فاعلة لتعزيز التنمية المستدامة وحوكمة رشيدة في عالم متغير.