بنزيما بين التألق والعبء على الاتحاد السعودي بعد رونالدو

تخمّد شعور التطلّع لدى جماهير الاتحاد بعد توقيع عقد النجم العالمي كريم بنزيما، إذ باتت إصاباته المتكررة تثقل كاهل الفريق بدل أن تكون إضافة مؤثرة، ما يطرح التساؤل حول مدى جدوى التعاقد مع لاعب بات “عبئًا” صحيًا وماليًا على النادي السعودي. مع مرور أكثر من عامين على انضمامه “للعالمي”، فلم يعد بنزيما ذاك “القاتل” المخيف الذي عرفه العالم في ريال مدريد، بل تحوّل إلى “رجل زجاجي” يختفي بشكل متكرر بسبب الإصابات.

غيابات كريم بنزيما المتكررة وتأثيرها على الاتحاد السعودي

الأرقام تُشير بوضوح إلى أن الغياب أصبح بمثابة علامة بارزة في مسيرة بنزيما هذا الموسم، إذ سجّل النجم الفرنسي غيابه السادس عن مباريات الاتحاد بسبب الإصابة، وهي ظاهرة باتت تخيم على أدائه وتؤثر بشكل مباشر على الفريق. في عمر السابعة والثلاثين، لم يعد جسد بنزيما قادرًا على مجاراة الوتيرة العالية للمباريات، مما يجعل فرص تحقيق الاتحاد لأهدافه الكبرى في ظل استمرار غياب أحد أبرز لاعبيه أمرًا معقدًا جدًا.

لماذا لم يتعلم بنزيما من تجربة كريستيانو رونالدو في الاتحاد السعودي؟

المقارنة بين بنزيما ورونالدو تبرز الفارق الشاسع بين عقلية كل منهما، رغم سنواتهم المشتركة في ريال مدريد، حيث يتمتع “الدون” بانضباط خارق جعله قادرًا على اللعب بأفضل مستوياته حتى تجاوز الأربعين. بنزيما، بالرغم من التشارك في نفس البيئة الاحترافية، لم يظهر أي علامة تدل على اعتماده نفس النظام الصارم أو الالتزام الذي ميز رونالدو. لهذا السبب، نراه ينهار بدنيًا بسرعة، مما يطرح تساؤلات حول مدى استفادته من “الدرس” الذي قدمه له مواطنه وزميله السابق.

التحديات المالية والفنية التي يفرضها كريم بنزيما على الاتحاد السعودي

الأمر لا يتوقف فقط عند الإصابات، بل ينتقل إلى أبعاد مالية وفنية أكثر تعقيدًا، إذ أصبح بنزيما يشكل عبئًا ماليًا ضخمًا بسبب راتبه المرتفع مقابل مردود فني أقل من المتوقع. فقد بات واضحًا أن مشاركاته نادرة وأداؤه متراجع، حيث يعاني من فقدان السيطرة أحيانًا ويخفق في تنفيذ بعض الركلات الحرجة، ما يزيد من الإحباط داخل النادي وجماهيره. مع نهاية عقده القريب، تنظر إدارة الاتحاد بعين الجدية لمسألة رحيله، وهو ما قد يمنحها فرصة للتحرر من عبء مالي، وإعادة بناء الفريق بلاعبين أكثر قدرة على الاجتهاد والاستمرارية.

يبقى السؤال المطروح: هل يتجه الاتحاد لتحويل “صفقة الحلم” إلى نقطة انطلاق جديدة بغياب بنزيما، أم سيبقى اللاعب الفرنسي مصحوبًا بظلال الإصابة ويعوق تطلعات الفريق؟ الزمن فقط كفيل بالإجابة، لكن ما هو واضح أن “العبء” الذي شكله بنزيما على الاتحاد لا يمكن تجاهله، خاصة في ظل تطورات المنافسة المحلية التي تتطلب لاعبين قادرين على العطاء الكامل والاستمرارية.