أسعار النفط تتراجع للشهر الثالث على التوالي اليوم بسبب تباطؤ الطلب ووفرة الإمدادات

تراجعت أسعار النفط للشهر الثالث على التوالي مع نهاية أكتوبر 2025 بفعل تباطؤ الطلب العالمي ووفرة الإمدادات، مما أدى إلى تقلبات مستمرة في السوق العالمي للطاقة. جاء هذا التراجع وسط مخاوف اقتصادية وجيوسياسية أثرت على حركة الأسعار بشكل مباشر، وسط تقارير متباينة ومتغيرات مستمرة في العرض والطلب.

تأثير تباطؤ الطلب العالمي على أسعار النفط في أكتوبر 2025

شهدت أسعار النفط تراجعًا ملموسًا خلال الشهر الأخير من عام 2025 بسبب استمرار انكماش النشاط الصناعي في أسواق رئيسية، على رأسها الصين التي سجلت انكماشًا في نشاط المصانع للشهر السابع على التوالي في أكتوبر؛ ما انعكس سلبًا على الطلب العالمي على الطاقة، وخاصة النفط. وأدى هذا التباطؤ إلى الضغط على أسعار الخام بالرغم من بعض الارتفاعات المؤقتة؛ حيث أغلق خام برنت الجلسات على ارتفاع طفيف بلغ 65.07 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 60.98 دولارًا للبرميل، لكن كلا الخامين سجلا خسائر شهرية تتجاوز 2%، مستمرين في الانخفاض منذ ثلاثة أشهر متتالية.

أثر الإمدادات الأمريكية وارتفاع الدولار على مسار سوق النفط

زاد إنتاج النفط الأمريكي إلى مستويات قياسية، حيث أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن الإنتاج وصل إلى 13.8 مليون برميل يوميًا في أغسطس بعد تعديل البيانات بزيادة 300 ألف برميل يوميًا عن التقديرات السابقة؛ ما أدى إلى ارتفاع المعروض وزيادة وفرة الإمدادات في الأسواق. وفي الوقت نفسه، ارتفع الدولار الأمريكي نحو أعلى مستوياته خلال ثلاثة أشهر مقابل سلة العملات الرئيسية، مما أثر على أسعار السلع المقومة بالدولار، مثل النفط، حيث أصبحت أكثر تكلفة للمستثمرين غير الأمريكيين؛ وهذا الأمر ساهم في زيادة الضغوط الانخفاضية على أسعار النفط عالميًا.

السيناريوهات المستقبلية لأسعار النفط مع تحركات أوبك+ والتوترات الجيوسياسية

تظل قرارات تحالف أوبك+ محور اهتمام الأسواق، حيث من المتوقع أن يناقش الاجتماع المقرر يوم الأحد المقبل زيادة محدودة في الإنتاج بنحو 137 ألف برميل يوميًا بدءًا من ديسمبر، وسط انقسام في مواقف الدول الأعضاء حول مستوى الإنتاج الأمثل للسوق. من جهة أخرى، أثرت الأنباء عن احتمال شن هجوم أمريكي على فنزويلا على تحركات الأسعار بشكل مؤقت، رغم نفي الإدارة الأمريكية ذلك رسميًا. كما أعلن الرئيس الأمريكي عن موافقة الصين على بدء شراء الطاقة الأمريكية، مع تركيز على النفط والغاز من ولاية ألاسكا، رغم توجس محللين من أن هذه الصفقة لن تعزز الطلب الصيني على المدى القريب. يبقى مسار أسعار النفط مرتبطًا بشكل رئيسي بالتقارير الاقتصادية العالمية، حركة الدولار، وتطور الأوضاع الجيوسياسية التي يمكن أن تعيد تقلبات الأسعار إلى العرض مجددًا.