أستراليا تقترح على ترامب خطة لتعويض المعادن النادرة الصينية

يتركز اهتمام اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي والرئيس الأميركي دونالد ترامب على تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مجال المعادن الحيوية النادرة، نظرًا للدور المتزايد لهذه المعادن في الصناعات الحديثة والحاجة الملحة لتقليل الاعتماد على الصين كمورد رئيسي.

أستراليا كمصدر رئيسي للمعادن الحيوية النادرة والمعادن النادرة

تتمتع أستراليا باحتياطيات وفيرة من المعادن الحيوية النادرة مثل الليثيوم والكوبالت والمنغنيز والمعادن الأرضية النادرة، التي تُستخدم بشكل مركزي في صناعة أشباه الموصلات، والأسلحة والمعدات العسكرية، والسيارات الكهربائية، إضافة إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل طواحين الهواء؛ وتُعد هذه المعادن عنصراً استراتيجياً حيوياً. تحرص واشنطن على تعزيز شراكتها مع كانبيرا لتأمين سلاسل التوريد العالمية للمعادن الحيوية النادرة، بهدف تقليل الهيمنة الصينية الحالية التي تتحكم بنحو كبير في الإنتاج والتصدير.

رد الولايات المتحدة على سياسات الصين متحديًا هيمنة المعادن الحيوية النادرة

تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه العلاقات الأميركية الصينية تصاعدًا في التوترات، خاصة بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين خلال أكتوبر الماضي، ردًا على قيود بكين على صادرات المعادن النادرة. رغم تراجع ترامب عن التصعيد مؤقتًا، يبقى الاعتماد الغربي على المعادن الصينية النادرة مصدر قلق عميق يستدعي البحث الجدي في بدائل قوية وآمنة.

خطة أستراليا لإنشاء احتياطي استراتيجي يدعم المعادن الحيوية النادرة في الصناعات الغربية

في خطاب سابق، أعلن ألبانيزي عن خطة لإنشاء احتياطي استراتيجي من المعادن الحيوية النادرة يخصص لحلفاء أستراليا الرئيسيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لتعزيز دعم الصناعات الحاسمة وتقليل التأثير الجيوسياسي الذي تمارسه الصين. ويؤكد وزير الاقتصاد الأسترالي جيم تشالمرز على القيمة الكبيرة التي توفرها أستراليا كشريك موثوق في قطاع الموارد والتقنية، مع فرص مهمة لتطوير التعاون في مجال المعادن الحيوية النادرة.

بالإضافة إلى الاتفاقات الدفاعية مثل “أوكوس”، التي تشمل إرسال غواصات نووية للبحرية الأسترالية، يُتوقع أن تكون قضايا الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة موضوعًا بارزًا، مع تحركات أسترالية لتخفيف العقوبات وحماية الشراكة الاقتصادية. رغم غياب الإشارة المباشرة إلى الصين في كثير من المواضيع، تبقى السياسات الصينية خلفية محورية تسهم بشكل جلي في صياغة محاور المناقشة، لا سيما في المعادن الحيوية النادرة، والأمن السيبراني، والتكنولوجيا الحديثة، بما يعكس تصاعد التحديات الاستراتيجية في المنطقة الهندية والمحيط الهادئ.