نيللي كريم وسجن النسا وذات: أبرز محطات التحول في مسيرتها الفنية 2025

تعتبر نيللي كريم واحدة من ألمع نجمات الدراما والسينما العربية، حيث اتسمت مسيرتها الفنية بالتطور والتنوع، لتصبح ملكة دراما رمضان عبر تقديم أدوار مركبة تعكس قضايا اجتماعية ونفسية عميقة في أعمال مثل “سجن النسا” و”ذات” التي شكلت منعطفًا حاسمًا في مسيرتها الفنية.

البداية الفنية ومسار نيللي كريم نحو الشهرة من خلال “سجن النسا” و”ذات”

وُلدت نيللي محمد السيد عطا الله في الإسكندرية عام 1974 من أب مصري وأم روسية، ما منحها ملامح خاصة وهدوء ينفرد بهما صوتها الفني؛ بدأت رحلتها مع الباليه الذي درسته في روسيا وعادت لاستكمال دراستها في أكاديمية الفنون بمصر، حيث كانت الباليه البوابة الأولى لدخولها عالم الأضواء، ثم اكتشفها المخرج فارس فهمي الذي قدمها في فوازير “ألف ليلة وليلة” عام 1999، ما مهّد لتدخلها عالم التمثيل بشكل جدي، بينما شكل دورها في مسلسل “وجه القمر” (2000) أمام فاتن حمامة نقطة انطلاق حقيقية في الدراما؛ في بداية مشوارها، استطاعت نيللي أن تجمع بين البريق والرقة، معتمدة على جماليات الأداء التي نقلتها من عالم الرقص إلى التمثيل، وهي المفاتيح التي مكّنتها من نحت شخصية خاصة بها، قبل أن تبدأ حقبة جديدة وأكثر تعقيدًا.

التطور الفني ونقلات نيللي كريم في تقديم الدراما النفسية والاجتماعية

بداية العقد الثاني من الألفية شهدت تحولًا كبيرًا في الأدوار التي اختارتها نيللي كريم، إذ انتقلت من الشخصيات الرومانسية إلى أدوار تتطلب عمقًا نفسيًا ومعالجة لقضايا اجتماعية حساسة، كان مسلسل “ذات” (2013) علامة فارقة في مشوارها، حيث قدمت شخصية امرأة مصرية على مدى عقود متعددة، ولاقى العمل استحسانًا نقديًا وجماهيريًا على حد سواء؛ تبع ذلك مشاركاتها في دراما رمضان التي رسخت وجودها ضمن نجوم الصف الأول، خاصة في أعمال مثل “سجن النسا” (2014) بدور “غالية” السجينة التي تتميز بقوة وصعوبة شخصيتها، و”تحت السيطرة” (2015) الذي تناول قضايا الإدمان والتعافي، و”سقوط حر” (2016) الذي جسدت فيه شخصية مريضة نفسية، بالإضافة إلى “لأعلى سعر” (2017) الذي ناقش الغدر والخيانة الزوجية، مما جعلها علامة في دراما رمضان التي تجمع بين التحدي الفني والطرح العميق للقضايا الاجتماعية.

تنويع الأدوار بين الكوميديا والدراما وتعزيز مكانتها من خلال أعمال مثل “سجن النسا”

في السنوات الأخيرة، أعادت نيللي كريم تعريف نفسها من خلال التوازن بين الكوميديا والدراما، مؤكدة قدرتها على التنقل بين مختلف الأنماط الفنية بسلاسة، حيث مثل مسلسل “بـ 100 وش” (2020) منعطفًا إيجابيًا بدخولها عالم الكوميديا الخفيفة بعد فترة من الأدوار الثقيلة؛ ثم واصلت نيللي طريقها عبر أعمال تمزج بين السرد الاجتماعي والكوميدي مثل “فاتن أمل حربي” (2022)، الذي تناول قضايا الأحوال الشخصية، و”عملة نادرة” (2023) الذي عالج موضوعات الصعيد والثأر، بالإضافة إلى فيلم “فوي فوي فوي” (2023) الذي جاء كعودة قوية للسينما بفيلم اجتماعي كوميدي حصد نجاحات نقدية وجماهيرية؛ يضاف إلى ذلك تركيزها على التوازن بين الكم والنوع في اختياراتها السينمائية المقبلة، سعيا منها لتثبيت حضورها كنجمة شباك ذات حضور مميز.

إن قصة نيللي كريم تبرز قدرة الفنان على التطور وتجديد نفسه، حيث نجحت في الدمج بين الرقة والقوة، وبين البساطة والعمق، لتفرض حضورها كواحدة من أهم أيقونات التمثيل التي تناولت القضايا الاجتماعية والنفسية بصوت يعكس نبض الإنسان والواقع العربي، في انتظار ما تحمله مشروعاتها المقبلة التي تظهر حرصها على تقديم تجربة فنية متجددة ومؤثرة.