نيللي كريم اليوم: تحوّل من راقصة باليه إلى سيدة الدراما النفسية في الفن المصري 2025

تُعد نيللي كريم واحدة من أبرز نجمات الدراما والسينما المصرية والعربية، حيث برزت بتميز عبر تسعينات القرن الماضي، انطلقت من عالم الباليه لتصبح رمزًا للفنون الدرامية التي تناقش القضايا النفسية والاجتماعية بشكل معمق؛ مسيرتها المتجددة شكلت علامة فارقة في مجال التمثيل المصري المعاصر.

بداية نيللي كريم مع الباليه ودخولها إلى عالم التمثيل

ولدت نيللي محمد السيد عطا الله في 18 ديسمبر 1974 بالإسكندرية لوالد مصري وأم روسية، مما منحها ملامح استثنائية وهدوءًا داخليًا مميزًا؛ درست الباليه في روسيا ثم أكملت دراستها في مدرسة الباليه بأكاديمية الفنون المصرية، حيث بدأ تألقها على خشبة المسرح يجذب الأنظار. اكتشفها المخرج فارس فهمي خلال إحدى عروض الباليه وأدخلها عالم التمثيل عبر فوازير “ألف ليلة وليلة” في 1999، ثم تتابعت انطلاقتها الفنية حيث ظهرت بأول أدوار البطولة الجدية في مسلسل “وجه القمر” (2000) إلى جانب الفنانة فاتن حمامة التي اعتبرتها خليفتها.

التطور الفني لنيللي كريم من الرومانسية إلى أعمال الدراما النفسية العميقة

في بداية الألفية الثانية، تركزت أدوار نيللي كريم على الرومانسية والدراما الخفيفة؛ شاركت في أفلام مثل “شباب على الهوا” (2002) و”غبي منه فيه” (2004) حيث تميزت بتنقلها بين الكوميديا والرومانسية بمهارة؛ ومع تعاقدها مع المخرج يوسف شاهين في فيلم “إسكندرية نيويورك” ظهرت أبعاد جديدة لقدراتها التمثيلية، مما مهد الطريق نحو أدوار أكثر عمقًا وتعقيدًا؛ تحول مسيرتها الدرامية كان واضحًا مع مسلسل “ذات” 2013 الذي مثل نقطة تحوّل حقيقية في حياتها، خاصة مع تجسيدها لشخصيات نسائية تعيش معاناة نفسية واجتماعية مركبة، مما منحها لقب ملكة دراما رمضان بلا منازع.

إبداعات نيللي كريم في دراما رمضان وأعمالها المتنوعة بين الكوميديا والدراما

تميزت نيللي كريم في السنوات الأخيرة بتقديم مجموعة من الأعمال التي تناولت موضوعات اجتماعية ونفسية مثيرة للجدل، ومنها مسلسلات ناجحة بالتعاون مع مجموعة العدل مثل “سجن النسا” (2014) كدور الغالية السجينة المظلومة، و”تحت السيطرة” (2015) الذي سلط الضوء على مشكلة الإدمان بشكل واقعي ومؤثر، إضافة إلى مسلسل “سقوط حر” (2016) الذي جسدت فيه شخصية مريضة نفسية بتفاصيل دقيقة. بين 2017 و2020، قدمت أعمالًا مثل “لأعلى سعر” و”بـ 100 وش” الذي شكّل عودة للكوميديا الخفيفة وأثبت مرونتها الفنية؛ واستمرت في دمج الكوميديا بالدراما في أعمال مثل “فاتن أمل حربي” (2022) و”عملة نادرة” (2023) اللذين تطرقا لقضايا اجتماعية متنوعة. إلى جانب ذلك، شهد عام 2023 عودتها القوية للسينما مع فيلم “فوي فوي فوي” الاجتماعي الكوميدي الذي لاقى استحسان النقاد والجمهور على حد سواء.

تُعتبر نيللي كريم اليوم أيقونة دراما رمضان التي تناقش أدوار المرأة في المجتمع بعمق نادر؛ لم تقتصر على نوع واحد من التمثيل بل برهنت على قدرة رائعة في التنقل بين الكوميديا الدرامية والأدوار النفسية المؤثرة؛ كما تؤمن أن السينما هي الحب الأول، وتسعى دومًا لاختيار أعمال تنقل رسائل اجتماعية أو نفسية تحمل معاني أكثر من مجرد الترفيه، حيث تنتظر الجمهور منها تقديم نوعية مميزة تخاطب الواقع وتلامس القضايا الإنسانية بحس فني متطور.

بهذا، تستمر نيللي كريم في ترسيخ مكانتها ضمن الصف الأول للفنانات، من خلال اختيار مواضيعها بعناية وتطوير أدائها بشكل مستمر؛ مسيرتها الفنية التي بدأت في رقصات الباليه وانطلقت إلى أدوار مركبة تحمل أعباء المعاناة والتنوع، تؤكد مدى تحوّلها إلى نموذج يحتذى به في التعبير عن واقع النفس والمجتمع عبر الفن.