النحاس يرتفع مع تراجع الإمدادات ودعم الفيدرالي الأمريكي

شهدت أسعار النحاس ارتفاعًا ملحوظًا اليوم، مدعومة بتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول التي أشارت إلى احتمال خفض أسعار الفائدة قريبًا، مما زاد من تفاؤل المستثمرين تجاه الأسواق والسلع الأساسية، لا سيما النحاس.

تعافي أسعار النحاس في بورصة لندن للمعادن مع تأثر الإمدادات العالمية

ارتفعت أسعار النحاس في بورصة لندن للمعادن بما يعادل 1.1%، مسجلة حوالي 10,687 دولارًا للطن في تداولات منتصف اليوم من مدينة شنغهاي، مواصلة التعافي بعد فترة تذبذب قوي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي؛ ويُعزى هذا الصعود بشكل رئيسي إلى تيسير السياسة النقدية في الولايات المتحدة التي تدعم النشاط الصناعي العالمي، بالإضافة إلى انخفاض المعروض العالمي بسبب توقف الإنتاج في عدد من المناجم الكبرى.

توقعات صعود أسعار النحاس إلى 12 ألف دولار للطن خلال 2025

أصبح وصول سعر النحاس إلى 12 ألف دولار للطن أمرًا متوقعًا بحسب كيني آيفز، رئيس وحدة التداول في شركة CMOC Group، الذي أشار إلى أن الأسعار في طريقها لتجاوز الأرقام القياسية السابقة؛ ومن جهته، اعتبر نيك سنودون، رئيس أبحاث المعادن في Mercuria Energy Group، أن تدفق الاستثمارات إلى قطاع المعادن الأساسية يعزز الفرص لاستمرار ارتفاع الأسعار على المدى القريب.

الطلب الأخضر يدعم ارتفاع أسعار النحاس مدفوعًا بالتحول للطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية

سجل النحاس ذروة قياسية عند 11,104 دولارات للطن في مايو 2024، مستفيدًا من الطلب المتزايد في قطاعات التحول الأخضر، خاصة مشاريع الطاقة المتجددة، وشبكات النقل الكهربائي، إضافة إلى صناعة السيارات الكهربائية التي تعتمد بشكل كبير على النحاس في عمليات التصنيع؛ هذا الطلب البنيوي يدفع إلى توقعات استمرارية ارتفاع الأسعار خلال عام 2026 وما بعده.

رغم هذا التفاؤل، يبقى القلق من تباطؤ النشاط الصناعي في الصين، أكبر مستهلك للنحاس عالميًا، حاضرًا، حيث حذر غرايم تراين، رئيس تحليل المعادن في Trafigura Group، من احتمال وصول الدورة الصناعية في الصين إلى ذروتها، ما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب خلال الربع الأول من 2026؛ كما أشار تقرير غولدمان ساكس إلى وجود فائض طفيف في الإمدادات العالمية، مع توقع رفع التوازن تدريجيًا نتيجة تحسن الطلب الآسيوي.

التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تمثل أيضًا عامل ضغط محتمل على أسعار النحاس، خاصة بعد تصاعد نبرة التهديدات التجارية، حيث لوّح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض قيود إضافية على تجارة الزيوت النباتية رداً على تعليق الصين واردات فول الصويا الأمريكي، ما قد يؤثر سلبًا على سلاسل التوريد العالمية للنحاس وغيره من السلع.

في المجمل، تدعم السياسة النقدية التوسعية في الولايات المتحدة والطلب الصناعي المتزايد المدعوم بالمشروعات الصديقة للبيئة المسار الصاعد لأسعار النحاس، على أن تبقى استمرارية هذا الاتجاه مرتبطة باستقرار الأوضاع الجيوسياسية وعدم حدوث انتكاسات اقتصادية حادة في الصين تقود إلى تراجع الطلب العالمي.