يانيك كاراسكو يسطع ويقود ألجواسيل نحو النجاة

يمر فريق الشباب السعودي بأزمة حقيقية هذا الموسم، فتراجع نتائج الفريق الملقب بـ”الليوث” أثار قلق جماهيره، التي كانت تتطلع لردة فعل قوية بعد موسم ضعيف لم يؤهل الفريق للبطولات الآسيوية، واكتفى بالمشاركة على المستوى الخليجي. مشواره هذا الموسم سجل انتصارين فقط مقابل أربع هزائم وأربعة تعادلات، ما يضعه في مأزق واضح على مختلف الأصعدة.

تحديات فريق الشباب السعودي في موسم الكوارث وأداء كاراسكو

بدأ الشباب السعودي موسم 2025-2026 بهزيمة ثقيلة من الخليج بنتيجة 4-1، تلتها انتصارات وتعادلات متواضعة لم تخدم طموحات النادي. فبينما تمكن من تحقيق فوز ضئيل على الحزم بهدف واحد، تعادل بلا أهداف مع الفيحاء، وواجه صعوبات في كأس الملك أمام أبها إلى حد اللجوء لركلات الترجيح. وعلى الصعيد الخليجي، ضمن فريق المدرب الإسباني إيمانويل ألجواسيل مجموعة صعبة شملت الريان القطري والنهضة العماني وتضامن حضرموت اليمني، إلا أن الأمر لم يشهد تحسناً حيث اقتصر رصيد الشباب على نقطتين من ثلاث مباريات، ليحتل ذيل الترتيب.

تألق كاراسكو كالنقطة المُضيئة في موسم الشباب السعودي الصعب

برز البلجيكي يانيك كاراسكو كأبرز لاعب قادر على تغيير مجرى الأمور لفريق الشباب السعودي، حيث سجل 7 أهداف في 12 مباراة، موزعة بين الدوري والكأس والبطولة الخليجية، وعوض بهذا النجومية إخفاقات زملائه. مقارنةً بموسمه السابق في موناكو، يبدو أن كاراسكو وجد التفاهم المطلوب مع المدرب ألجواسيل، مما يعزز فرص استمرار تألقه. ومع ذلك، يبقى العبء ثقيلاً على عاتقه، خاصة أن مساهمته وحدها لن تكفي إن استمر الفريق بأداءه المتدهور.

تأثير غياب عبد الرزاق حمد الله ومدى استقرار الشباب السعودي هذا الموسم

غياب عبد الرزاق حمد الله لأسباب إصابية أسهم في زيادة اعتماد الفريق على كاراسكو، إذ خسر الشباب مهاجمه المغربي المخضرم الذي يعد ثاني أفضل هداف في تاريخ الدوري السعودي، ما خلق فراغًا واضحًا في خط الهجوم. إضافة إلى ذلك، رحيل هارون كمارا للنصر تسبب بمزيد من الضغوط، إذ اختفى الحل الهجومي الكبير للنصر، وزادت مسؤوليات كاراسكو كلاعب فردي موهوب. وعلى الرغم من التعادل المثير أمام الأهلي بفضل هدف عكسي، لا تزال نتائج الشباب أمام أندية الصف الأول بعيدة عن الطمأنينة، مع الخسارة في ديربي الرياض أمام الهلال رغم النقص العددي للفريق المنافس.

شهد الموسم الماضي إقامة ثلاث ديربيات كبرى في فترة قصيرة ضمن “جولة الديربيات”، تضمنت ديربي الرياض بين الهلال والنصر، وديربي جدة بين الأهلي والاتحاد، وديربي الشرقية بين القادسية والاتفاق، مما أضفى إثارة ومتابعة عالية من الجماهير. لكن هذا الموسم قررت رابطة الدوري السعودي إلغاء هذه الجولة، بناءً على الحاجة لتخفيف ضغط المباريات المتقاربة التي تلعبها الأندية بسبب انشغالها بالبطولات الإقليمية والقارية. وقد جاء هذا القرار ضمن جهود التصحيح التي اتبعتها الرابطة لمعالجة السلبيات التي ظهرت في الدوريات الماضية.

وسط كل هذه التحديات، يبقى مستقبل فريق الشباب وربما مستقبل مدربه الإسباني ألجواسيل مرتبطًا بمعالجة تلك الأزمات، حيث أكد الأخير في تصريحات سابقة عدم خوفه من الإقالة، معتمداً على خطة بناء فريق قوي ومنافس، رغم أن استمرار العثرات قد يدفع الإدارة لإجراء تغييرات جذرية تزيد من تعقيد الوضع، خاصة مع اعتماد الفريق الكبير على تألق كاراسكو.