انخفاض القمح إلى أدنى مستوى منذ 5 سنوات رغم تصاعد التوترات وتحسن الإمدادات

سجل سعر القمح أدنى مستوى له منذ عام 2020 وسط تحسن ملحوظ في الإمدادات العالمية وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى تراجع في الطلب وهدوء نسبي في الأسواق؛ حيث يُفضل المشترون الانتظار في ظل استقرار المعروض وانخفاض الأسعار.

كيف تؤثر الإمدادات العالمية على أسعار القمح الحالية؟

أكدت شركة الاستشارات الزراعية “سوف إيكون” زيادة إنتاج القمح في روسيا، التي تعد أكبر مصدّر عالمي، ما يعزز الإمدادات ويضغط على الأسعار؛ إلى جانب توجه الأرجنتين لتحقيق إنتاج قياسي شبيه بموسم 2021-2022، مما يزيد من المنافسة بين المصدرين الدوليين ويجعل تعافي الأسعار أمراً بعيداً. يُضاف إلى ذلك أن وفرة الإمدادات لدى كبار المنتجين كالولايات المتحدة وكندا وأستراليا تدعم حالة الاستقرار التي تشهدها الأسواق، مما يحد من فرص ارتفاع الأسعار في الوقت الراهن.

تأثير التوترات التجارية بين واشنطن وبكين على سوق القمح

أثرت التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة على انخفاض سعر القمح بشكل ملحوظ، حيث تقلص الطلب على المحاصيل الزراعية الأمريكية، خاصة فول الصويا، مما انعكس سلبًا على بقية الحبوب؛ إذ يستعد الطرفان لفرض رسوم جمركية جديدة قد تزيد من حدة الخلافات. يثير ذلك قلق المستثمرين والمشترين، الذين يتوقعون انخفاضًا إضافيًا في الطلب الأمريكي بسبب هذه الاشتباكات، وهو ما يضغط بدوره على حركة أسعار القمح عالميًا ويجعل السوق أكثر حذرًا.

توقعات مستقبلية لحركة أسعار القمح في ظل الطلب العالمي المتباطئ

تشير التقديرات إلى ضعف في وتيرة الطلب العالمي على القمح، حيث لا توجد مؤشرات واضحة على زيادة مفاجئة في الشراء، خصوصًا مع استمرار وفرة الإمدادات من كبار المنتجين. الأسواق الآسيوية تتسم بالحذر، وتنتظر مراحل لاحقة للاستفادة من تراجع محتمل في الأسعار خلال الربع الأخير من العام. وأظهرت بيانات التداول في سنغافورة انخفاض سعر القمح بنسبة 0.4% ليصل إلى 4.95 دولار للبوشل، مسجلاً قرب أدنى مستوى له خلال خمس سنوات؛ بينما شهدت أسعار فول الصويا تراجعًا مماثلاً، فيما استقرت أسعار الذرة دون تغييرات مهمة. ويرى المحللون أن استمرار توافر الإمدادات العالمية والتوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين ستكون العوامل الحاسمة التي تحدد اتجاه الأسعار في الأشهر المقبلة. كما تتابع الأسواق عن كثب تحركات روسيا والأرجنتين لتقدير حجم الفائض المتوقع في موسم 2025/2026.