واتساب تحت مجهر ميتا: كيف يدفع النمو الهائل استراتيجية الشركة الأم؟

يُشكل واتساب منصة المراسلة الفورية الأكثر انتشارًا عالميًا، حيث يستحوذ على شعبية هائلة مع أكثر من 3 مليارات مستخدم نشط شهريًا بحلول 2025، مما يعكس نجاح استراتيجية ميتا في توسيع نطاقه الرقمي وتهيئته ليكون جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية حول العالم، خاصة في مناطق مثل الهند والبرازيل والشرق الأوسط وإفريقيا.

نمو واتساب 2025: أرقام وإحصائيات تعزز مكانته العالمية

تشير البيانات الحديثة إلى أن واتساب يواصل تجديد مكانته من خلال أرقام قياسية تعكس انتشاره الواسع: تجاوز عدد المستخدمين النشطين الشهريين ثلاثة مليارات، ويتوقع أن يرتفع إلى 3.2 مليار بنهاية العام، متفوقًا على العديد من المنصات الأخرى التابعة لميتا؛ كما يستخدم 83% من المشتركين التطبيق يوميًا، مع متوسط زمن استخدام يتراوح بين 34 و38 دقيقة للتواصل والبقاء على اتصال دائم؛ يبلغ حجم الرسائل المرسلة عبر واتساب أكثر من 100 مليار رسالة يوميًا، مما يجعله مركز التواصل الاجتماعي الأكبر عالميًا، وتعتبر الهند أكبر سوق له بأكثر من 535 مليون مستخدم، بينما تتميز البرازيل بأعلى معدل اختراق بنسبة 98.9% من مستخدمي الإنترنت.

تعزيز الخصوصية والتحكم في واتساب: تحديثات تقنية تواكب متطلبات 2025

يركز واتساب بشكل واضح على تحسين الخصوصية وتجربة المستخدم، مما يعزز مكانته وسط منافسين أقوياء مثل سيجنال وتيليجرام؛ سمح التطبيق للمستخدمين بضبط من يمكنهم مشاهدة معلوماتهم الشخصية مثل “آخر ظهور” وصورة الملف الشخصي، مع تخصيص الإشعارات حسب الدردشات المختلفة لتوفير تجربة مخصصة وفريدة؛ تحسنت جودة المكالمات الصوتية والفيديو بفضل اعتماد تقنيات تتابع سرعة الشبكة تلقائيًا وتحسين الجودة وصولًا لدرجة HD مع توفر سعة الشبكة؛ كما أضاف التطبيق ميزات مثل التحكم بسرعة تشغيل الرسائل الصوتية، إمكانية إرسال ملفات بحجم يصل إلى 100 ميجابايت، واستخدام “الردود القابلة للنقر” عبر الإيموجي لردود فعل سريعة، ما يعزز التفاعل داخل المحادثات.

واتساب للأعمال ورسالته في التجارة الرقمية: تحول شامل نحو المستقبل

تحول واتساب للأعمال خلال 2025 إلى أحد أبرز محركات التجارة الرقمية، ولا يقتصر دوره على تحسين خدمة العملاء فحسب؛ يستخدمه أكثر من 50 مليون شركة حول العالم، ويحظى بأكثر من 200 مليون حساب نشط يتفاعل مع العملاء شهريًا، ويحقق معدلات فتح رسائل مرتفعة تصل لـ98%، مع معدلات نقر تناهز 45-60%، متفوقًا على قنوات التواصل التقليدية؛ يدعم واتساب الآن واجهة برمجة تطبيقات (API) مدعومة بالذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة، ما يقلل عبء خدمة العملاء بنسبة تصل إلى 54%، كما يسمح للتجار بإنشاء كتالوجات منتجات تفاعلية جذابة، ويستخدم أكثر من 40 مليون مستهلك هذه الكتالوجات للتسوق داخل التطبيق، خصوصًا في أسواق مثل البرازيل التي تمكّن من خدمات WhatsApp Pay للدفع الرقمي.

تحديات التشابك التشغيلي والمنافسة في واتساب: استراتيجيات أمان وتواصل متقدمة

يواجه واتساب تحديات جديدة مع تطبيق قانون الأسواق الرقمية (DMA) في الاتحاد الأوروبي، الذي يلزم بتفعيل التشغيل البيني والتواصل مع تطبيقات أخرى؛ يعمل واتساب على إطلاق ميزة المحادثات الجماعية عبر منصات متعددة تتيح التواصل بين مستخدمي تيليجرام وسيجنال ضمن مجموعات مشتركة، مع الحفاظ على معايير الأمان من خلال دعم بروتوكولات التشفير القوية مثل تشفير Signal؛ في ظل المنافسة الشرسة من تيليجرام الذي يتميز بخيارات تخصيص واسعة وقدرة على إدارة مجموعات ضخمة ومشاركة ملفات بأحجام كبيرة، وسيجنال المتخصص في الخصوصية العالية، يوازن واتساب بين سهولة الاستخدام والانتشار الكبير خاصة ضمن العائلة والأصدقاء؛ ويواصل تعزيز موقعه كبنية تحتية للتواصل العالمي عبر التزامه بالتشفير من الطرف إلى الطرف، وإطلاق ميزات متطورة مثل القنوات والأحداث المباشرة ضمن الدردشات الفردية، مع توجه واضح نحو دمج التجارة الرقمية والذكاء الاصطناعي لتثبيت أقدامه في المستقبل الرقمي.