السعودية تصنع ثورة في الطاقة وتحول جذري نحو الكهرباء النظيفة

تسير المملكة السعودية بخطى ثابتة نحو تقليل الاعتماد على النفط في توليد الكهرباء، مدفوعة بخطة استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز استخدام الكهرباء النظيفة وتحقيق تحول مستدام في قطاع الطاقة، مما يعكس رؤية واضحة لمستقبل أكثر استدامة وفاعلية في إدارة الموارد الطاقية.

انخفاض استهلاك النفط لتوليد الكهرباء يعزز توجه السعودية للكهرباء النظيفة

أظهر تقرير وكالة الطاقة الدولية انخفاضًا ملحوظًا في استهلاك السعودية للنفط الخام وزيت الوقود والديزل في إنتاج الكهرباء خلال شهري يونيو ويوليو 2025، رغم زيادة الطلب نتيجة ارتفاع عدد أيام تشغيل أجهزة التبريد بنسبة 1.6% والنمو السكاني المتسارع، مما يشير إلى تحسن كبير في كفاءة استهلاك الطاقة واعتماد متزايد على الكهرباء النظيفة والمصادر المتجددة. هذا الانخفاض يعكس بوضوح مدى التزام المملكة باتجاه مستدام يضمن توفير الطاقة مع تقليل الأثر البيئي.

خطط السعودية لخفض استهلاك النفط في توليد الكهرباء مليون برميل يوميًا بحلول 2030

تطمح السعودية لتحقيق هدف طموح يتمثل في خفض استهلاك النفط المستخدم في توليد الكهرباء بمعدل مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030، وهو مؤشر يدل على الجدية في تعزيز الكهرباء النظيفة وتقليل الانبعاثات الضارة. هذا الهدف يأتي ضمن استراتيجية وطنية تركز على تحسين دور الطاقة المتجددة، كما يعكس حرص المملكة على رفع كفاءة قطاع الطاقة وتعزيز استدامة إنتاج الكهرباء عبر مصادر نظيفة ومتجددة.

توليد 100 إلى 130 غيغاواط من الكهرباء النظيفة عبر الطاقة المتجددة في السعودية بحلول 2030

تسعى السعودية إلى توليد ما بين 100 و130 غيغاواط من الكهرباء الناتجة عن مصادر الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد الجاري، وهو حجم طاقة ضخم يعادل تقريبًا إجمالي الطاقة الشمسية المنتجة في الهند. كما يدل هذا التحول الكبير في مزيج الطاقة على مساهمة واسعة في تقليل الطلب العالمي على النفط خلال السنوات القادمة، ومن المتوقع أن تكون أكبر مساهمة فردية في خفض استهلاك النفط في قطاع الكهرباء بالمنطقة، مما يدعم مسيرة السعودية نحو اعتماد الكهرباء النظيفة بشكل أساسي.

المشروع الأثر المتوقع
مشروع الجافورة للغاز الطبيعي زيادة إمدادات الغاز الطبيعي وسوائل الغاز، لدعم تقليل الاعتماد على النفط في توليد الكهرباء
زيادة قدرات توليد الكهرباء من الغاز في الشرق الأوسط تضاعف القدرات بنسبة ثلاث مرات خلال العقدين الماضيين مع توقع زيادة أكثر من 110 غيغاواط خلال العقد القادم

يشير تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن المشروع المرتقب في الجافورة سيضيف موارد كبيرة من الغاز الطبيعي الذي يعد من المصادر الداعمة في تقليل الاعتماد على النفط وتزويد محطات توليد الكهرباء بطاقة نظيفة، بينما شهدت قدرات التوليد من الغاز الطبيعي في منطقة الشرق الأوسط تضاعفًا ملحوظًا، حيث تشكل الآن نحو ثلثي الإنتاج الكهربائي للعديد من الدول كالسعودية ومصر وإيران والإمارات، مع توقعات بنمو أكبر خلال السنوات المقبلة.

وأكد المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، أن السعودية والعراق سيحولان كميات ضخمة من النفط المستخدم في توليد الكهرباء إلى صادرات أو استخدامات صناعية ذات قيمة مضافة أعلى بحلول عام 2035، مما سيعزز المعروض النفطي العالمي ويدعم الاقتصاد الوطني والدولي، مع تكامل ملموس بين تنويع مصادر الطاقة وتطوير قطاع النفط.

تعكس هذه الخطوات الجريئة التي تسير عليها السعودية توجهًا واضحًا نحو مستقبل يعتمد بشكل متزايد على الكهرباء النظيفة والطاقة المستدامة، حيث تجمع بين تقنيات متقدمة وخطط طموحة تضع المملكة في موقع الريادة بالمنطقة، مع خلق توازن جديد بين الطلب على الطاقة وحماية البيئة، وهو ما يشكل علامة فارقة في مسيرة الطاقة الإقليمية والدولية.