بعد 10 سنوات.. بينيتيز يختتم عودته للدوري الأوروبي بمفارقة غريبة

يعود المدرب الإسباني رافاييل بينيتيز للظهور في البطولات الأوروبية القارية بعد غياب استمر نحو 10 سنوات، حيث قاد فريقه الجديد باناثينايكوس اليوناني للفوز خارج أرضه على مالمو السويدي بهدف دون رد في الجولة الرابعة من الدوري الأوروبي، معلنًا بذلك عودته للمسابقات التي غاب عنها طويلًا.

عودة رافاييل بينيتيز للبطولات الأوروبية عبر مواجهة مالمو السويدي

شهدت بطولة الدوري الأوروبي عودة مدرب بحجم رافا بينيتيز إلى الساحة الأوروبية، حيث قاد باناثينايكوس لمواجهة مالمو السويدي، وهو نفس الفريق الذي واجهه قبل عشر سنوات في آخر ظهور له في المسابقات القارية؛ إذ فاز ريال مدريد بقيادة بينيتيز على مالمو بنتيجة تاريخية 8-0 في دوري أبطال أوروبا 2015. تلك النتيجة تعد الأكبر في تاريخ البطولة، بالتساوي مع انتصار ليفربول على بشكتاش بنفس النتيجة أيضًا تحت قيادة بينيتيز نفسه. ومنذ إقالته من ريال مدريد مطلع 2016، غاب بينيتيز تمامًا عن البطولات الأوروبية، لكنه عاد اليوم مع الفريق اليوناني الذي سبق له أن توّج بطولات أوروبية معه، مثل دوري أبطال أوروبا مع فالنسيا وتشيلسي.

مسيرة بينيتيز الحافلة بالألقاب والنجاحات الأوروبية

يُعتبر رافاييل بينيتيز من أبرز المدربين الإسبان في القرن الحادي والعشرين، بفضل فكره التكتيكي المتمرّس وقدرته على تنظيم الفرق بذكاء سواء في الدفاع أو الهجوم، وهو ما ظهر بوضوح عبر مسيرته الطويلة. بدأ بينيتيز التدريب مع فرق شباب ريال مدريد، قبل أن يثبت نفسه مع فالنسيا بتحقيق الدوري الإسباني مرتين وكأس الاتحاد الأوروبي عام 2004. في ليفربول، كتب قصة لا تُنسى بقيادته للفوز بدوري أبطال أوروبا عام 2005 بعد معجزة إسطنبول التي قلب فيها تأخر فريقه 0-3 إلى تعادل 3-3 ضد ميلان. حقق أيضًا بطولات محلية وأوروبية مع إنتر ميلان وتشيلسي ونابولي، ثم تولا تدريب ريال مدريد، حيث انتهت تجربة عودته إلى النادي بطريقة غير مرضية نتيجة خلافات داخلية وأداء متذبذب. خلال مسيرته، حافظ بينيتيز على سمعته كمدرب واقعي ومحلل استثنائي، أدت نجاحاته إلى أكثر من 15 لقبًا على المستويين المحلي والقاري.

تجربة بينيتيز مع ريال مدريد: تحديات وأسباب الغياب عن أوروبا

في صيف 2015، أعلن ريال مدريد عن تعيين رافا بينيتيز مديرًا فنيًا بهدف إعادة الانضباط التكتيكي إلى الفريق، لكن التجربة استمرت نصف موسم فقط بسبب أسلوبه المحافظ وعدم تناسبه مع شخصية النادي ولاعبيه. حاول فرض تنظيم دفاعي صارم لم يلقَ قبولًا بين النجوم المعتادين على اللعب الهجومي الحر، ما أدى إلى توتر العلاقات خصوصًا مع كريستيانو رونالدو وتوني كروس. تدهورت الأجواء داخل غرفة الملابس وفقد الفريق انسجامه، وساهمت الهزيمة الثقيلة أمام برشلونة 0-4 في تقليل ثقة الجمهور به. رحيله منتصف الموسم وعودة زين الدين زيدان حافظت على مسيرة الانتصارات لريال مدريد، مما دل على أن المشكلة لم تكن في جودة اللاعبين، بل في ضعف التفاهم مع المدرب. هذه التجربة أكدت أهمية المزج بين التكتيك والشخصية القوية التي تستطيع إدارة نجوم بحجم ريال مدريد.

الفريق البطولات الأوروبية مع بينيتيز الإنجازات المحلية
فالنسيا كأس الاتحاد الأوروبي 2004 الدوري الإسباني 2002، 2004
ليفربول دوري أبطال أوروبا 2005، السوبر الأوروبي 2005 كأس الاتحاد الإنجليزي، الدرع الخيرية
إنتر ميلان كأس العالم للأندية 2010 دوري الدرجة الأولى الإيطالي (لم يُحقق)
تشيلسي الدوري الأوروبي 2013 دوري الدرجة الأولى الإنجليزي (لم يُحقق)
نابولي لا يوجد كأس إيطاليا 2014، كأس السوبر الإيطالي 2014
ريال مدريد لا يوجد فترة تدريبه كانت قصيرة ومتوترة

ليست مجرد عودة عادية، بل تحمل تجربة رافاييل بينيتيز في البطولات الأوروبية بعد عقد من الغياب مفارقة تحمل ذكريات وانتصارات كبرى، تعكس مسيرة مدرب عميقة الفكر وله بصمة واضحة في عالم الكرة الأوروبية، حاملاً معه فنيات وتحديات من الماضي إلى حاضر يعيد فيه كتابة صفحات جديدة.