خبراء اليوم يدعون لإشراك دول الجنوب في رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي

تتزايد الحاجة إلى إشراك دول الجنوب في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي، نظرًا للدور الحاسم لهذه الدول في تشكيل مستقبل التكنولوجيا وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية، خاصة مع اقتراب انعقاد قمة الذكاء الاصطناعي في الهند فبراير 2026. تأتي هذه الحاجة نتيجة الفجوات الواضحة بين الدول المتقدمة التي تملك موارد متطورة، وتلك التي ما زالت تسعى لتعزيز قدراتها في هذا المجال الحيوي.

أهمية مشاركة دول الجنوب في مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المجتمعات

عقد المركز المصري للدراسات الاقتصادية جلسة نقاشية مشتركة مع مركز الفكر الهندي، ضمن فعاليات منتدى القاهرة الثاني، لتبادل الرؤى حول مستقبل الذكاء الاصطناعي والفجوات القائمة بين الدول المتقدمة والدول النامية في هذا المجال. أكدت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي للمركز، أن المشاركة الحقيقية لدول الجنوب ضرورية لتطوير الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى تلقي دعوة رسمية لتقديم مقترحات علمية تسهم في رسم دور فعال للدول الناشئة خلال قمة الهند المقرر انعقادها في فبراير 2026. تناولت الجلسة محاور عدة أبرزها أثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، وإستراتيجيات تطوير المهارات، وحلول مستدامة لمواجهة التحديات البيئية.

دور الحكومات والدول النامية في حوكمة الذكاء الاصطناعي وتحقيق شمولية التكنولوجيا

سلط أبهيشيك سينج، السكرتير الإضافي بوزارة الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات الهندية، الضوء على محاور القمة العالمية المقبلة التي تركز على الإنسان والكوكب والتقدم، مؤكداً ضرورة تطوير استراتيجيات إعادة تأهيل القوى العاملة، والحد من البصمة الكربونية لمراكز البيانات، ومواجهة التغيرات المناخية عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. من جهته، شدد سوريش ك. ريدى، سفير الهند في مصر، على أن توسيع الفجوة الرقمية بين الدول قد يعوق فوائد الذكاء الاصطناعي، مذكرة بأن القمة تسعى لجعل دول الجنوب شريكًا فاعلًا في صياغة المستقبل التكنولوجي وليس مجرد متلقٍ سلبي.

التحديات والفرص للبنية التحتية وحوكمة الذكاء الاصطناعي في دول الجنوب

أكدت الدكتورة هدى بركة، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن استضافة الهند لقمة الذكاء الاصطناعي تشكل بوابة لتعزيز تعاون دول الجنوب، مع التركيز على ضرورة وجود رؤية موحدة لحوكمة الذكاء الاصطناعي في الأطر الدولية، مثل الميثاق الرقمي العالمي. أرست أهمية سيادة البيانات كدعامة أساسية للذكاء الاصطناعي المسؤول، من خلال ضمان وصول عادل للبيانات واستثمار قوي في البنية التحتية. وأوضحت أن إنشاء صندوق للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي يمول من مجموعة العشرين والمؤسسات التنموية، سيساعد في تطوير مراكز بيانات سيادية ومنخفضة الكربون داخل دول الجنوب، ما يدعم نمو القدرات التقنية ويعزز دور البرمجة والابتكار في هذه الدول.

المجال التحديات الفرص
سوق العمل تغير سريع يتطلب إعادة تدريب مستمرة تطوير مهارات جديدة لتعزيز القدرة التنافسية
البنية التحتية نقص في مراكز البيانات المستدامة والمتطورة تمويل مشروعات مراكز بيانات منخفضة الكربون في دول الجنوب
حوكمة التكنولوجيا تركيز القدرات لدى عدد محدود من الدول والشركات وضع أطر وشروط عادلة تشمل الجميع

يشدد الخبراء على أن اعتماد الذكاء الاصطناعي كجزء لا يتجزأ من مستقبل التنمية الاجتماعية والاقتصادية يتطلب تمكين دول الجنوب من المساهمة بنشاط بغية الحد من التفاوت بين الدول، حيث تمتلك هذه الدول إمكانات بشرية وتقنية قابلة للتطوير تتمثل في قطاع البرمجة والتكنولوجيا. بالفعل، تلعب الشراكات الدولية مثل تلك القائمة بين مصر والهند دورًا محوريًا لضمان إتاحة التكنولوجيا بأسعار ميسورة وشروط عادلة تخدم الحكومات والمجتمعات على حد سواء، وتحقق استدامة بيئية واجتماعية واقتصادية طويلة الأمد.