بطاقتك البنكية ورسوم خفية قد تكلفك دون علمك

تُعد البطاقة البنكية من الأدوات المالية الأساسية التي يعتمد عليها ملايين المصريين يوميًا نظرًا لما توفره من سهولة وأمان ومرونة في عمليات الشراء والسحب ودفع الفواتير؛ ومع تزايد المنافسة بين البنوك المصرية، ظهرت العديد من العروض والخصومات لجذب العملاء، إلا أن الرسوم الخفية المرتبطة بهذه البطاقات قد تتحول إلى عبء مالي غير متوقع.

الرسوم الخفية الأكثر شيوعًا على البطاقات البنكية وكيفية التعامل معها

تشمل الرسوم الخفية التي قد تواجه حامل البطاقة البنكية عدة أنواع يجب التعرف عليها لتجنب وقوع المفاجآت المالية غير السارة؛ فمن بينها رسوم إصدار أو استبدال البطاقة، والتي تُفرض عند الحصول على بطاقة جديدة أو بديلة بسبب فقدان البطاقة الأصلية أو تلفها؛ من هنا تأتي أهمية الاحتفاظ بالبطاقة في مكان آمن لتجنب هذه المصاريف الإضافية.
تأتي رسوم التأخر في السداد كواحدة من أبرز الرسوم التي تُطبق عند عدم تسديد الحد الأدنى للمستحقات الشهرية، ولتفاديها يُنصح بتفعيل التذكير التلقائي سواء عبر الهاتف أو تطبيق البنك التابع له العميل.
أما رسوم تجاوز الحد الائتماني، فتُفرض عند تخطي الإنفاق المسموح به على البطاقة، لذلك يُفضل التنسيق مع البنك لتحديد حد ائتماني يتناسب مع الدخل الفعلي لتقليل خطر هذه الغرامة.
السحب النقدي عبر البطاقة يحمل رسومًا مرتفعة، حيث يُعامل كقرض قصير الأجل بمعدلات فائدة عالية، ومن الأفضل استخدام هذه الخدمة فقط في الحالات الضرورية لتجنب الأعباء المالية الكبيرة.
الفوائد على الرصيد غير المسدد تشكل عبئًا ماليًا كبيرًا، إذ تفرض بنسب سنوية مرتفعة على المبالغ المتبقية دون سداد، ولهذا يُستحسن تسوية الرصيد بالكامل شهريًا لتفادي تراكم الفوائد.
وأخيرًا، رسوم المعاملات الخارجية يتم خصمها عند استخدام البطاقة في الخارج أو لإجراء عمليات بعملات أجنبية، وينصح باستخدام بطاقة متعددة العملات أو حمل سيولة نقدية مناسبة خلال السفر لتقليل هذه المصاريف.

خطوات ذكية لضمان الاستخدام الأمثل للبطاقات البنكية وتجنب الرسوم الخفية

لتحويل البطاقة البنكية إلى أداة مالية مفيدة، يُنصح باتباع خطوات عملية تضمن زيادة الفائدة وتقليل التكاليف التي تتعلق بالرسوم المخفية، وأبرز هذه الخطوات:

  • وضع خطة سداد واضحة، وتغطية إجمالي المبلغ المستحق شهريًا للحفاظ على حساب البطاقة خاليًا من الفوائد
  • تخصيص ميزانية شهرية محددة لاستخدام البطاقة، مما يحافظ على التحكم في الإنفاق ويجنبك الاستخدام العشوائي
  • طلب رفع الحد الائتماني فقط عند الضرورة القصوى وبعد تقييم دقيق للقدرة المالية
  • الحرص على استخدام البطاقة في المواقع والمؤسسات الموثوقة لتجنب عمليات الاحتيال أو السحب غير المرخص
  • مراقبة كشف الحساب بانتظام للكشف المبكر عن أي عمليات مشبوهة مما يضمن سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة

النمو العالمي في استخدام البطاقات البنكية وأثره على السوق المالي

تشير بيانات منصة Clearly Payments إلى زيادة ملحوظة في عدد حاملي بطاقات الائتمان حول العالم، حيث وصل عددهم إلى 1.25 مليار شخص في عام 2023 مقارنة بـ 1.1 مليار في 2018، ما يدل على ارتفاع الاعتماد على هذه الوسيلة المالية.
وبلغت إيرادات سوق بطاقات الائتمان عالميًا نحو 152.2 مليار دولار في 2022، مما يبرز الأهمية الاقتصادية الكبيرة لهذه البطاقات في تسهيل العمليات المالية وتقديم حلول دفع مبتكرة.
إن الوعي المالي الجيد عند استخدام البطاقة البنكية يجعل منها أداة نعمة توفر الراحة المالية، بينما يمكن لعدم الانتباه إلى الرسوم والعوائد أن يحولها إلى عبء يصعب تحمله. لذا، ينصح بطرح أي استفسارات على موظفي البنك، التخطيط الجيد للنفقات، والالتزام بمواعيد السداد بدقة لتحقيق الاستفادة القصوى دون مفاجآت مالية.