الإغلاق الحكومي الأمريكي يؤثر بشكل مباشر على أسعار النفط اليوم

شهدت أسعار النفط تغيرات ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، حيث أثرت تداعيات الإغلاق الحكومي الأمريكي مباشرة على تراجع الطلب على وقود الطائرات في ظل تقليص عدد الرحلات الجوية، مما انعكس سلبًا على تحركات الأسعار في السوق العالمي.

تحليل تحركات أسعار النفط اليوم وتأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي

تراجعت عقود خام برنت سنتًا واحدًا لتصل إلى 63.37 دولارًا للبرميل، بينما شهد خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعًا طفيفًا بنحو 18 سنتًا، مسجلًا 59.61 دولارًا للبرميل، إلا أن مع هذا التباين الطفيف، تُظهر البيانات توجه كلا الخامين لتسجيل خسائر أسبوعية تقارب 2%؛ وذلك وسط زيادة الإنتاج من كبار المنتجين العالميين، مما يضيف ضغطًا على الأسعار ويتزامن مع ضعف في الطلب بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي وتأثيره على الحركة الجوية والاقتصاد.

تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي على الرحلات الجوية والطلب على النفط

أدى الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة إلى نقص حاد في عدد المراقبين الجويين مما أجبر إدارة الطيران الفيدرالية على تقليص الرحلات الجوية، حسبما أكد المحلل فيل فلين من مجموعة برايس فيوتشرز، الذي أشار إلى أن إلغاء آلاف الرحلات أدى إلى تراجع كبير في الطلب على وقود الديزل المستخدم في الطائرات؛ وهو ما أبرز التحديات السوقية التي تواجه قطاع النفط نتيجة للإغلاق الأمريكي، خاصة مع تزايد المخزونات النفطية الأمريكية بمقدار 5.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، ما يوضح زيادة فائض المعروض في ظل تباطؤ النشاط الاقتصادي.

قرارات أوبك+ وإنتاج النفط في ظل الأوضاع العالمية المتغيرة

على صعيد الإنتاج، قررت منظمة أوبك+ رفع إنتاج النفط بشكل طفيف خلال ديسمبر مع تعليق أي زيادات إضافية للربع الأول من العام المقبل، حرصًا على عدم حدوث تخمة في المعروض؛ كما قامت السعودية بتخفيض حاد في أسعار بيع النفط إلى آسيا في نفس الفترة، في حين تستمر العقوبات الأمريكية على روسيا وإيران في التأثير على الإمدادات العالمية، خصوصًا تجاه الصين والهند التي سجلت وارداتها من النفط الخام في أكتوبر زيادة بلغت 8.2% مقارنة بالعام الماضي، استجابة لمعدلات تشغيل المصافي المرتفعة في أكبر مستورد عالمي.

إلى جانب ذلك، عززت الولايات المتحدة موقفها بحق قطاع الطاقة الروسي بإجبار شركة جونفور السويسرية على الانسحاب من شراء أصول شركة لوك أويل الروسية بالخارج، إثر تصنيف وزارة الخزانة الأمريكية لها بأنها مرتبطة بالحكومة الروسية، مما يعكس تشديد العقوبات وتوتر الأوضاع الجيوسياسية وتأثيرها على سوق النفط.