انهيار أسعار النحاس عالميًا بعد فرض الرسوم الجمركية الأمريكية

شهدت أسعار النحاس تراجعًا حادًا في الأسواق العالمية عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية فرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية، وهو ما وضع تحت المجهر تأثيرات هذه الإجراءات على سوق النحاس والمعادن الصناعية بشكل عام، لا سيما في ظل المخاوف المتزايدة من تباطؤ النشاط الصناعي العالمي واضطراب سلاسل الإمداد.

تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية على سوق النحاس والمعادن الأساسية

أعلنت الإدارة الأمريكية عن زيادة حادة في الرسوم الجمركية بهدف إعادة التوازن في التجارة مع الصين، وقد أكّد الرئيس الأمريكي أن هذا الإجراء يهدف إلى حماية الصناعة الأمريكية من الممارسات التجارية غير العادلة، متهمًا الصين بالاستفادة من انفتاح الأسواق الأمريكية دون تحقيق الرد المناسب. أدت هذه الخطوة إلى انخفاض سعر النحاس في بورصة لندن بأكثر من 4%، ليصل إلى مستوى 8,050 دولارًا للطن، وهو أدنى سعر له منذ شهرين، كما شهدت عقود النحاس الآجلة في بورصة نيويورك هبوطًا مشابهًا، ما يعكس تقلص ثقة المستثمرين في الطلب العالمي المتعلق بالنحاس.

كيف تؤثر التوترات التجارية على أسعار الألومنيوم والزنك والنيكل؟

تمتد تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية لتشمل مجموعة واسعة من المعادن الصناعية مثل الألومنيوم والزنك والنيكل، نظرًا لأن الصين تمثل أكثر من نصف الطلب العالمي على النحاس وحده، الأمر الذي يجعلها لاعبًا رئيسًا في أسواق المعادن الأساسية. أشار محللون بارزون إلى أن فرض تعريفات جمركية مرتفعة على السلع الصينية يمثل صدمة كبيرة تؤدي إلى تراجع الطلب الصناعي من الصين، وبالتالي نزول الأسعار في المدى القصير، إضافة إلى توقع تعرُّض سلاسل التوريد لاضطرابات قد تؤثر على الأسواق لفترات متوسطة.

رد الصين وتوقعات السوق المستقبلية لسعر النحاس

أعلنت وزارة التجارة الصينية تحفظها الكامل على الإجراءات الأمريكية، موضحة استعداد بكين لاتخاذ التدابير المناسبة لحماية مصالحها، واصفة الخطوة بأنها انتهاك لقواعد منظمة التجارة العالمية، ويُحتمل أن تزيد من توتر العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. هذه التطورات تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية، وتثير القلق حيال تقلص الاستثمارات الصناعية في القطاعات الحساسة مثل البنية التحتية والإلكترونيات والطاقة المتجددة التي تعتمد بشكل مكثف على النحاس. وتشير التقديرات الحالية إلى احتمال انخفاض الطلب العالمي على النحاس بنسبة تتراوح بين 2% و3% خلال الربع الأخير من عام 2025، ما قد يضغط على أسعار المعدن إلى أقل من 7,800 دولار للطن في حال استمر التصعيد.

تتركز الأنظار الآن على ردود الفعل الصينية في الأيام القادمة، حيث ستحدد الإجراءات المقابلة مسار أسعار المعادن الصناعية، ومنها النحاس، وسط بيئة اقتصادية تغلب عليها حالة من عدم الاستقرار والتقلب. مع استمرار هذا الوضع، تبقى تحركات الأسواق غير متوقعة، من حيث التأثير على العرض والطلب، مما يستدعي متابعة دقيقة من قبل المستثمرين والمتخصصين في قطاع المعادن.