بيريز يشكك في إدارة ألونسو لغرفة ملابس ريال مدريد قبل مواجهة رايو فاليكانو

تعاظمت الشكوك حول قدرة تشابي ألونسو في إدارة غرفة ملابس ريال مدريد، بعد سلسلة من الأحداث التي كشفت عن توتر داخلي متزايد داخل النادي الملكي، حيث بات فلورنتينو بيريز يشكك في مدى قدرة المدرب الجديد على ضبط فوضى النجوم والتعامل مع حالة الأنانية المنتشرة بين اللاعبين.

تفاصيل أزمة تشابي ألونسو في إدارة غرفة ملابس ريال مدريد

بعد الخسارة المفاجئة لريال مدريد أمام ليفربول بنتيجة 0-1، وتصرفات اللاعبين خلال الكلاسيكو ضد برشلونة، تعمقت قناعة بيريز بأن مشروع تشابي ألونسو لا يسير على النحو المتوقع، مما عزز الشكوك حول قدرته على القيادة داخل القلعة البيضاء؛ إذ تشير المصادر إلى أن الأزمة بدأت منذ الهزيمة المؤلمة أمام أتلتيكو مدريد على ملعب “ميتروبوليتانو”. حينها، قرر بيريز مراقبة الأداء في مباراتي الكلاسيكو وليفربول لتقييم مستوى ألونسو، حيث تولت هذه الفحوصات دور الحسم في استمرار المدرب بموقعه.

تجدر الإشارة إلى أن تعيين ألونسو لم يكن الاختيار الأول لخلافة كارلو أنشيلوتي؛ فقد تم بعد رفض الألماني يورجن كلوب العودة، وهو الأمر الذي يعطي نقطة إضافية للريبة في مشروع المدرب الحالي، خاصة مع ظهور دلالات على ضغوط داخلية كبيرة لا تتم إدارته بشكل مناسب.

أزمات وتوترات داخل غرفة ملابس الميرنجي يضعان مستقبل ألونسو على المحك

حالة التوتر داخل غرفة ملابس ريال مدريد ازدادت سوءًا عقب الكلاسيكو، فبدأت الأزمة مع غضب فينيسيوس جونيور بعد استبداله، رغم تحذيرات بيريز السابقة للمدرب مما سماه تراجع دور اللاعب. النادي اختار عدم فرض عقوبات على فينيسيوس، تاركًا ألونسو وحيدًا في مواجهة تداعيات الموقف، ولاحظ الجميع اعتذار اللاعب لزملائه دون التحدث مباشرًة إلى المدرب.

تفاقمت الأمور بعد ذلك بسبب تصريحات فيدي فالفيردي المعلنة عن استيائه من استخدامه كظهير، إلى جانب سوء إدارة ملف المهاجم الصاعد إندريك، والقرار المفاجئ باستبدال ترينت ألكسندر أرنولد قبل نهاية مباراة ليفربول بعشر دقائق؛ كل هذه الأحداث كشفت لميريز عن وجود استياء واضح بين اللاعبين تجاه طريقة تعامل ألونسو داخل غرفة الملابس.

الشكاوى الفنية والبدنية تؤكد ضعف مشروع تشابي ألونسو في ريال مدريد

على الصعيد الفني، تعززت شكوك بيريز من خلال أسلوب اللعب الذي ظهر في المباريات الأخيرة، إذ بدا ريال مدريد يفتقر إلى التغييرات الجوهرية التي كانت وعد بها ألونسو، حيث اعتمد الفريق بشكل كبير على النجوم مثل مبابي وفينيسيوس وبيلينجهام في التشكيلة الأساسية، دون تدوير واضح ولا ممارسة الضغط العالي كما وعد المدرب سابقًا.

يرى بيريز أن الفريق الذي فاز على برشلونة لم يختلف كثيرًا عن النسخة تحت قيادة أنشيلوتي، حيث يعتمد بشكل رئيسي على وسط قوي ودفاع يتراجع، وينتظر أخطاء الخصم للاستفادة منها في الهجمات المرتدة. هذا بعكس المدرسة الحديثة التي كان يتم الحديث عنها في مشروع ألونسو، ويؤكد بيريز مقولته القديمة التي تجد صدى في هذه الأزمة: “ريال مدريد يدرب نفسه، فقط ضع الأفضل في الملعب وسيلعبون وحدهم”.

إضافة إلى ذلك، يساور إدارة النادي قلق كبير بشأن تراجع اللياقة البدنية، المشكلة التي ما تزال تؤرق الفريق بعد استقدام ألونسو لمعد بدني حديث، إيسمايل كامينفورتي لوبيز، الذي طبق تقنيات مبتكرة في مركز “فالديبيباس”، إلا أن الأرقام أثبتت تراجع أداء الفريق، إذ ركض ريال مدريد في ملعب “أنفيلد” أقل بأربعة كيلومترات من ليفربول، وتنحصر الجهود الجدية في اللقاءات الكبيرة فقط.

من وجهة نظر بيريز ومن حوله، يظهر ألونسو وكأنه يلعب على نمطين؛ فحين يحقق الفوز يُشبه كارلو أنشيلوتي، أما عند الخسارة فإنه يتصرف بمقاربات جوزيه مورينيو، وهو ما يتضح من تصريحاته التي تبنت فكرة أن المباريات تُحسم بالتفاصيل، وهي رؤية لم تُرحب بها إدارة النادي، التي رأت فيها محاولة لتبرير الأداء الضعيف بأسلوب يعود إلى الماضي.

علاوة على ذلك، يشير بيريز إلى تصدي حارس المرمى تيبو كورتوا لتسع كرات كان من الممكن أن تقود إلى هزيمة أشد سوءًا، مؤكدًا أن الأداء في “أنفيلد” لم يكن يليق بتاريخ ريال مدريد، وأن تلك النتائج تعكس افتقار مشروع ألونسو إلى الاستقرار والهوية الواضحة.

بينما يتعرض المدرب لضغوط متزايدة من جميع الجهات، تبقى مكالمات المدرب المفضل لبيريز، يورجن كلوب، دون رد، ما يجعل مستقبل تشابي ألونسو غامضًا وسط أجواء متقلبة داخل النادي الملكي.