إصابة لاعب الهلال تهدد خطط رينارد أمام ساحل العاج في مواجهة السعودية

لم تكن إصابة متعب الحربي ظهير الهلال مفاجأة فقط لجماهير ناديه، بل شكلت ضربة جديدة تعرقل حسابات المنتخب السعودي بقيادة الفرنسي هيرفي رينارد، خاصةً مع اقتراب المعسكر التحضيري في جدة خلال فترة التوقف الدولي في نوفمبر الجاري؛ إذ تمثل الإصابة تحديًا للجاهزية قبل مباراتي كوت ديفوار والجزائر الوديتين، استعدادًا لبطولة كأس العرب 2025 في قطر.

تطورات متعب الحربي وتأثيرها على حسابات المنتخب السعودي

تعرض متعب الحربي لإصابة خلال مباراة الهلال أمام النجمة التي انتهت بفوز الهلال 4-2 في الجولة الثامنة من الدوري السعودي للمحترفين على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في بريدة، مما دفع الجهاز الطبي للمنتخب السعودي للتواصل مع الطاقم الطبي لنادي الهلال للاطمئنان على حالة اللاعب. وسيتعرض الحربي لفحوصات أشعة خلال الساعات القادمة لتحديد مدى خطورة الإصابة وفترة الغياب المحتملة عن الملاعب، مع الإشارة إلى تأكيد المدير الفني لفريق الهلال، الإيطالي سيموني إنزاجي، أن إصابة الحربي تعتبر غير مقلقة؛ إذ أشار في المؤتمر الصحفي بعد المباراة إلى أن الفريق يعاني من إصابات بسيطة بين لاعبيه بسبب المشاركة في عدة منافسات، وهو يعتمد على التدوير بين اللاعبين للحفاظ على لياقتهم.

تألق متعب الحربي كظهير أيمن وتحديات جديدة في الدفاع السعودي

جاءت صعوبة إصابة متعب الحربي في الوقت الذي بدأ فيه اللاعب في حجز مكان جديد في تشكيل الهلال كلاعب ظهير أيمن، إذ جاء ذلك في ظل غياب البرتغالي جواو كانسيلو لحين استعادة عافيه، واختيار المدرب إنزاجي له لتعزيز الجبهة اليمنى بدلًا من حمد اليامي، والذي لم يشارك بشكل مستمر بعد التعافي. وتميز الحربي في هذا الدور الجديد، حيث لم يقتصر على سد العجز فقط، بل قدم مساهمات هجومية واضحة، فصنع هدفين حاسمين في الجولتين الماضيتين لكل من ماركوس ليوناردو وسالم الدوسري. وفي الموسم الحالي، شارك اللاعب في 12 مباراة مع الهلال، سجل خلالها هدفًا وصنع هدفين، كل ذلك وهو يؤدي دوره كظهير أيمن.

تحديات أمام رينارد مع تزايد إصابات أظهرة المنتخب السعودي

تشكّل إصابة متعب الحربي ضربة قوية لخط دفاع المنتخب السعودي، خاصة بعد أن تعرضت الجبهة اليسرى لضغط كبير بسبب غياب عدة لاعبين مصابين. فالمدرب هيرفي رينارد يواجه أزمة مع غياب سعد الناصر ظهير نادي النصر، الذي أصيب بتمزق في أربطة مفصل القدم اليمنى منذ سبتمبر، وعانى من عودة الإصابة خلال الأشهر التالية، بالإضافة إلى احتمال غياب أيمن يحيى الذي يشارك مؤخرًا في مركز الظهير الأيسر بعد تعرضه لالتهاب وتر العضلة الضامة، ما يهدد مشاركته بمباراة نيوم وغيرها من الاستحقاقات الودية القادمة.

بدائل محتملة لنهج دفاعي مختلف في ظل الإصابات، قد تعتمد على استدعاء أظهرة جدد لخوض مباراتي كوت ديفوار والجزائر الوديتين؛ حيث يبقى خيار محمد سليمان مدافع أهلي جدة، الذي تم توظيفه في هذا المركز سابقًا خيارًا واردًا. إلى جانب إمكانية تحويل نواف بوشل ظهير النصر من الجهة اليمنى إلى اليسرى، نظرًا لإجادته اللعب على الجانبين. وفي ظل وجود لاعبين مثل سعود عبدالحميد وعلي مجرشي على الجبهة اليمنى، يمكن الاعتماد على هذا التغيير التكتيكي. أما خيار الاستعانة بناصر الدوسري كظهير أيسر يبدو مستبعدًا بسبب دوره الأساسي في وسط الملعب مع المنتخب.

في إطار تحضيراته للمعسكر الدولي، أعلن المدرب هيرفي رينارد قائمة المنتخب السعودي التي ضمت 27 لاعبًا، منهم نواف العقيدي، حسان تمبكتي، سالم الدوسري، وفراس البريكان، مع تغييرات شملت استدعاء وليد الأحمد بدلًا من سعد الموسى المصاب، وسلطان مندش بديلاً لأيمن يحيى، إلى جانب استدعاء مراد هوساوي لأسباب فنية.

تنتظر الأخضر مباراتان وديتان قويتان ضمن نهج التصفيات قبل كأس العرب 2025، حيث يواجه كوت ديفوار على ملعب الإنماء الجمعة 14 نوفمبر، ثم الجزائر على ملعب الأمير عبد الله الفيصل الثلاثاء 18 نوفمبر، وهما مواجهات ستعمل على اختبار جاهزية المنتخب السعودي وسط هذه المواجهات والعمل على تحسين الأداء الدفاعي رغم الضغوطات والإصابات.

يبذل المنتخب السعودي قصارى جهده لاستعادة توازنه الدفاعي خلال استعداداته لكأس العرب 2025 ومونديال 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك، بعد تأهله عن طريق الملحق الآسيوي في جدة الشهر الماضي؛ حيث حافظ الأخضر على صدارة مجموعته، محققًا الفوز على إندونيسيا والتعادل مع العراق، محققا الفوز الذي أكد جدارته رغم العقبات الحالية.