أغنية “أمان يا صاحبي” تهز الشارع.. كيف صعد إسماعيل الليثي إلى القمة في 2025؟

يُعتبر إسماعيل الليثي واحدًا من أبرز مطربي الأغنية الشعبية الحديثة في مصر، وقد جسد نجاحه من خلال أغنيته المشهورة التي هزت شوارع القاهرة والجيزة، خاصة أغنية أمان يا صاحبي، التي وضعت اسمه في مقدمة أسماء الفنانين الشعبيين المعاصرين. نشأ الليثي في حي إمبابة الشعبي عام 1989، وما بين أزقته وأفراحه بدأت ولادة موهبة صوتية فريدة استطاعت أن تجمع بين الطابع الشعبي الأصيل واللمسات العصرية التي وجدت صداها لدى مختلف شرائح الجمهور.

رحلة إسماعيل الليثي الفنية بين تحديات إمبابة وفرص دار الأوبرا

بدأت مسيرة إسماعيل الليثي في سن صغيرة، إذ كان يغني منذ عمر العاشرة في مركز شباب إمبابة، ثم تلقى تدريبات فنية مميزة في دار الأوبرا المصرية، مما أضفى على صوته نضجًا ومهارة فنية تعتمد على الموهبة المدروسة لا العشوائية. لم تكن الطريق سهلة، فقد اضطر للعمل في وظائف متعددة منها قيادة التوك توك لجمع المال اللازم لتسجيل أغانيه الأولى، وهذا ما عمّق تجاربه وصدقه في التعبير عن قصص “أولاد البلد” بكل بساطة وصدق. وقد أثنى الناقد حلمي بكر على قدرته الفنية، مشيدًا بفهمه العميق للغناء والموال الشعبي.

تترات المسلسلات ودور أغاني إسماعيل الليثي في ترسيخ اسمه

مثلت مشاركات إسماعيل الليثي في تترات مسلسلات تلفزيونية شهيرة نقطة تحول مهمة في مسيرته الغنائية، إذ ارتبط صوت الليثي بأعمال درامية جذبت جمهورًا واسعًا خلال مواسم رمضان الفنية. من بين الأعمال التي ساهم بها: مسلسل “ابن حلال” عام 2014، الذي شكّل بداية علاقة قوية بينه وبين الدراما الاجتماعية، ومسلسل “نسر الصعيد” في 2018 الذي عزز مكانته كمطرب مركزي في الأعمال الضخمة، بالإضافة إلى تتر مسلسل “جعفر العمدة” في 2023 وأغنية “أنا كبيرها” التي لاقت رواجا غير مسبوق، جعلته محط اهتمام الجمهور والمتابعين، ليصبح صوته جزءًا أصيلًا من ذاكرة الدراما المصرية بفضل قدرته على التعبير عن المضامين الإنسانية المتنوعة التي تتناولها الأعمال.

أمان يا صاحبي وأغاني إسماعيل الليثي مع الأفلام: صوت يعكس نبض الشارع

لم يَقتصر نجاح إسماعيل على تترات المسلسلات فقط، إنما امتد ليشمل الأغاني المنفردة وأغاني الأفلام التي عززت شعبيته ووسعت قاعدة جمهوره، فقد كانت أغنية “أمان يا صاحبي” أيقونة حقيقية نالت ملايين المشاهدات بعد عرضها في فيلم يحمل نفس الاسم عام 2017، تجسد في كلماتها مشاعر الصداقة والوفاء في البيئة الشعبية، كما حققت أغنيات أخرى مثل “يا تهدي يا تعدي”، و”جدو نحنوح”، و”عنتر وبيسة” انتشارًا واسعًا في الوسط السينمائي الشعبي. تمتاز أغانِي الليثي بصوته الذي يجمع بين القوة والمرونة، خاصة في أداء الموال الشعبي الذي يجسد هموم الناس بطريقة معبرة، ما جعله يحافظ على جمهوره التقليدي وفي نفس الوقت يجذب فئة الشباب المثقفة والمتابعة لفن الدراما.

تمكن إسماعيل الليثي من المزج بين الإيقاعات الشعبية والكلمات التي تعكس الواقع اليومي للناس، محققًا توازنًا يسمح له بأن يكون صوتًا مميزًا يعبر عن نبض الشارع ويتجدد عبر مواسم الدراما الفنية والاحتفالات الشعبية.

يُعد إسماعيل الليثي نموذجًا حقيقيًا لمطرب الشعب الذي استطاع مواكبة متطلبات العصر دون التنازل عن أصالته وجذوره، حيث حول رحلته الحياتية والتجارب اليومية إلى موسيقى تعبّر عن معاناة وفرح الناس في آن واحد، وهذا ما جعله يحافظ على مكانة بارزة في المشهد الغنائي المصري المعاصر، ويواصل أن يكون أحد الأسماء الرئيسية التي تزين سماء الأغنية الشعبية بلمسته الفريدة وصوته الصادق الذي لا يغيب عن ذاكرة الجمهور.