العراق يدخل مرحلة “الهبة الديموغرافية” مع انخفاض الخصوبة.. فما تأثير ذلك على القوى العاملة؟

العراق يدخل مرحلة “الهبة الديموغрафية” مع تراجع معدل الخصوبة واحتلال 60% من السكان لسن العمل، مما يشير لتحول ديموغرافي يؤثر بشكل مباشر على البنية السكانية وفرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

العراق والهبة الديموغرافية: انخفاض الخصوبة وتأثيره على التركيبة السكانية

شهد العراق تحوّلًا ملحوظًا في معدلات الخصوبة خلال السنوات الأخيرة، حيث انخفض متوسط عدد الولادات لكل امرأة بشكل واضح مقارنة بالعقود السابقة، ما يفتح أفقًا جديدًا في فهم الديناميات السكانية. يسهم انخفاض الخصوبة في تضييق قاعدة الشباب، ويعيد ترتيب التركيبة الديموغرافية بحيث تستحوذ الفئة العمرية بين 15 و64 عامًا على نسبة كبيرة تصل إلى 60% من إجمالي السكان، ما يميز العراق بدخول مرحلة “الهبة الديموغرافية” التي تمثل فرصة مهمة لتسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

توزيع الفئات العمرية في العراق ودورها في مرحلة الهبة الديموغرافية

مع دخول العراق هذه المرحلة التي تتميز بارتفاع نسبة الأفراد في سن العمل، تظهر أهمية فهم التركيبة العمرية ودورها في دعم الإنتاجية والنمو الاقتصادي. تبلغ نسبة الفئة العمرية بين 15 و64 عاماً حوالي 60% من السكان، بينما تقل نسبة الأطفال والشباب الصغار نتيجة انخفاض الخصوبة، ما يعزز وجود قوة عمل كبيرة ومؤهلة. ومن هنا، تعتمد فرص استثمار هذه الهبة الديموغرافية على التخطيط السليم لتأهيل الشباب وتوفير فرص عمل مستدامة تضمن تحقيق أثرها الإيجابي في المستقبل الاقتصادي للعراق.

العراق والهبة الديموغرافية: استراتيجيات الاستفادة من انخفاض الخصوبة وزيادة نسبة السكان بسن العمل

تطرح مرحلة الهبة الديموغرافية تحديات وفرص متوازنة للعراق، إذ يتطلب الاستفادة منها اتباع استراتيجيات واضحة تعزز من إمكانيات سوق العمل وتقوى البنية التحتية الاجتماعية. يمكن تلخيص هذه الاستراتيجيات في النقاط التالية:

• تطوير السياسات التعليمية والتدريبية لتأهيل الشباب بمهارات مهنية وتقنية تتوافق مع متطلبات سوق العمل
• تعزيز الاستثمار في القطاعات الاقتصادية التي توفر فرص عمل مستدامة وتدعم الابتكار
• تحسين الخدمات الصحية والاجتماعية لضمان جودة حياة السكان العاملين وتعزيز رفاههم

وسيساعد التركيز على هذه المحاور في تحويل انخفاض الخصوبة ووجود 60% من السكان بسن العمل إلى عوامل قوة تعزز الاقتصاد الوطني في العراق.

تمثل مرحلة الهبة الديموغرافية في العراق فرصة فريدة لتسريع النمو الاقتصادي والاجتماعي، بعد أن شهدت معدلات الخصوبة تقلصًا واضحًا، واحتلّت الفئة العمرية العاملة نسبة كبيرة من السكان، مما يتطلب اقتناص هذه المرحلة من خلال سياسات مستنيرة تركز على تطوير الموارد البشرية وتأهيل سوق العمل، لتعزيز أداء الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.