قفزة مفاجئة في الدولار أمام العملات العالمية عقب تثبيت الفيدرالي لأسعار الفائدة – ما تأثير ذلك عليك؟

ارتفع الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية بشكل ملحوظ بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وهو ما جاء تماشيًا مع توقعات الأسواق رغم الضغوط التي مارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما أثر على تحركات الأسواق العالمية بشكل واضح.

قرار الاحتياطي الفيدرالي وتأثيره على تحركات الدولار الأمريكي

صوتت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة 9 مقابل 2 لصالح الإبقاء على سعر الفائدة القياسي بين 4.25% و4.50% لليلة واحدة للمرة الخامسة على التوالي، في قرار يعكس الحذر في مواجهة المتغيرات الاقتصادية الحالية؛ لكن عضوي اللجنة المعينين من قبل ترامب، ميشيل بومان وكريستوفر والر، أظهرا موقفًا معارضًا وفضلوا خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
في مؤتمر صحفي عقب القرار، أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن تقييم أثر التعريفات الجمركية على التضخم سيكون عملية بطيئة، وهو ما زاد من استقرار الدولار، حيث أبقى السوق على يقظته تجاه اجتماع سبتمبر المقبل.

تراجع ثقة المستثمرين وتأثيره على تداولات الدولار الأمريكي والعملات العالمية

بدأت ثقة المستثمرين التي كانت تراهن على تراجع الدولار نتيجة تعريفات ترامب وتصاعد الإنفاق الحكومي في التآكل، مما يهدد بتعقيد الأوضاع الاقتصادية لكل من الأسواق الأوروبية وأسواق الدول الناشئة التي ارتكزت على هذا الاعتقاد سابقًا.
الدولار الأمريكي، الذي عانى من أسوأ أداء في النصف الأول من العام منذ 1973، يستعد لتحقيق أول مكاسب شهرية في 2025، مدعومًا برفض الفيدرالي خفض الفائدة وبيانات النمو الأمريكية الأقوى من المتوقع وتراجع مخاوف الحرب التجارية، ما جعل المستثمرين يعيدون النظر في مراكزهم النقدية تجاه الدولار.

آفاق الدولار الأمريكي في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية واستراتيجيات المستثمرين

مع إشارة تعاملات العقود الآجلة إلى مكاسب مرتقبة في الأسهم الأمريكية بأكثر من 1%، وهو ما قد ينهي تفوق الأسهم الأوروبية هذا العام، تراجع اليورو وأصول الأسواق الناشئة في آسيا بشكل حاد، مع توقع بعض كبار المستثمرين زيادة تعرضاتهم للدولار بعد أن كانت قريبة من الصفر.
كما أشار خبراء مثل شانييل رامجي من “Pictet Asset Management” إلى أن التحول في مراكز المستثمرين يعكس توقعات بتحسن اقتصادي أمريكي قد يعزز قوة الدولار، وقد يؤدي انتعاشه إلى تغيير اتجاهات الأسواق العالمية خلال 2025.
في ذات الوقت، يبرز احتمال تقديم الاحتياطي الفيدرالي دعمًا ضمنيًا للدولار عبر تثبيت أسعار الفائدة، ما يقلل من أثر ارتفاع تكاليف الاستيراد الناجمة عن التعريفات الجمركية على التضخم، في ظل تراجع الرهانات المضادة للدولار التي وصلت قيمتها إلى 18 مليار دولار قبل الاجتماع الأخير.

كما أكد “مايكل نيزارد” من “Edmond de Rothschild” أن التحولات في اتجاهات الأسهم وأسواق العملات تأتي مدعومة باتفاق الإطار التجاري بين واشنطن وبروكسل، لكنه لا يتوقع استمرار الضغط على اليورو حتى نهاية العام، مشيرًا إلى فرص شراء في حال تراجع اليورو إلى 1.14 دولار.
ومن ناحية أخرى، ترى “بيتينا إدموندستون” أن قوة الدولار ستعمل على كبح التضخم الأمريكي، ما يحول دون انخفاض أسعار الفائدة في المستقبل القريب ويجعل من المرجح أن يزداد الدولار قوة في الفترة المقبلة.
ورغم ذلك، تواصل بعض المديرات مثل “مونيكا ديفيند” التمسك برؤية طويلة المدى لتراجع الدولار، بناءً على استمرار السياسات الأمريكية الراهنة، لكنها تؤكد استعدادها لتعديل توقعاتها حال تحسن النمو الاقتصادي الأمريكي.

يعكس مؤشر الدولار حالة من الاستقرار النسبي مع ارتفاعه إلى 99.8 نقطة بعد اجتماع الفيدرالي، فيما يتابع المستثمرون عن كثب تحركاته وتركيزاتهم داخل الأسواق العالمية، وسط توقعات بتقلبات مستمرة وتغير في زخم السوق قد يعيد صياغة مراكز القوة الاقتصادية بين العملات الكبرى.