أوسيمين يرفع سقف الجدل بسلوكه الغامض.. ما الذي يحدث مع القناص المرعب؟

فيكتور أوسيمين المهاجم النيجيري يفرض نفسه بقوة في عالم كرة القدم، ويثير الكثير من الجدل بسلوكه الغامض والمثير للفضول؛ حيث يعد هذا القناص المرعب الذي انتقل حديثًا من نابولي إلى جالطة سراي خلال فترة الانتقالات الصيفية مثالاً على لاعب يجمع بين المهارات التهديفية العالية والتصرفات الغريبة التي تخالف نمط اللاعبين التقليديين.

لماذا يُعتبر أوسيمين هدافًا مرعبًا في عالم كرة القدم؟

يتمتع فيكتور أوسيمين بسجل تهديفي رائع جعله من أبرز المهاجمين في العالم؛ حيث شارك في موسم واحد مع جالطة سراي في 41 مباراة بجميع البطولات، سجل خلالها 37 هدفًا وقدم 8 تمريرات حاسمة. هذا الإنجاز يُبرز قوته الهجومية التي مكنته من قيادة فريقه للفوز بكأس تركيا، حيث سجل هدفين حاسمين في نهائي البطولة أمام طرابزون سبور، ليساهم بشكل مباشر في إحراز اللقب بفوز ساحق بنتيجة (3-0). إلى جانب ذلك، توج أوسيمين بجائزة هداف الدوري التركي بعد تسجيله 26 هدفًا، متفوقًا بفارق واضح عن أقرب منافسيه، البولندي كريستوف بيونتيك الذي سجل 21 هدفًا.

تاريخ أوسيمين مع الأندية يعكس تفوقه المستمر؛ ففي نابولي، خاض 133 مباراة سجل فيها 76 هدفًا بالإضافة إلى 18 تمريرة حاسمة، مسهمًا في حصول الفريق على لقب الدوري الإيطالي، أما في نادي ليل الفرنسي فقد تمكن من تسجيل 18 هدفًا خلال 38 مباراة، مع 6 تمريرات حاسمة، إضافة إلى مساهماته المميزة مع رويال شارلروا البلجيكي بتسجيل 20 هدفًا في 36 مباراة.

السلوك الغامض الذي جعل من أوسيمين لاعبًا رحّالا لا يستقر طويلًا

رغم الإنجازات التهديفية المذهلة التي حققها فيكتور أوسيمين، إلا أن مسيرته تتسم بسلوك غريب يظهر في عدم استقراره داخل الأندية لفترات طويلة، مما يجعله أحد اللاعبين الرحالة في عالم كرة القدم. بدأ أوسيمين مشواره في أكاديمية سترايكرز وتألق مع منتخب نيجيريا تحت 17 عامًا في كأس العالم، لكنه لم يستطع البداية بأداء مقنع في فولفسبورج الألماني حيث خاض 16 مباراة دون تسجيل أي هدف.

انتقل بعدها إلى شارلروا البلجيكي على سبيل الإعارة، لينضم للفريق نهائيًا بعد موسم واحد فقط، لكنه لم يلبث طويلًا حتى غادر إلى ليل الفرنسي في 2019 بصفقة بلغت قيمتها 22.4 مليون يورو، ليبقى موسمًا واحدًا فقط قبل أن ينتقل إلى نابولي مقابل 78 مليون يورو. خلال ثلاثة مواسم كاملة مع نابولي شهدت تألقه ونجاحه، بدأ أوسيمين يظهر عناده ويطرحه للرحيل، حتى جاءت فرصة انتقاله إلى جالطة سراي سواء على سبيل الإعارة أو بشكل دائم هذا الصيف بعد خلافه مع إدارة نابولي ورئيسه أوريليو دي لورينتيس.

رحلة أوسيمين مع جالطة سراي: نقطة تحول في مسيرته وسط أجواء مثيرة للجدل

شكل انضمام فيكتور أوسيمين إلى جالطة سراي فرصة ذهبية لاستعادة بريقه والعودة لما هو معروف عنه من أداء تهديفي مميز، خاصة أنه ظل خارج حسابات نابولي بعد الخلافات التي وقع بها؛ حيث ظل في موقف معقد بسبب إغلاق سوق الانتقالات في الدوريات الكبرى، فلم يجد سوى خيار السوق التركي المفتوح.

بفضل هذا الانتقال، استطاع أوسيمين أن يثبت قيمته من جديد، فكان لجالطة سراي الدور الكبير في إبراز موهبته، كما أنه جذب اهتمام أكبر الأندية الأوروبية التي حاولت ضمه سابقًا؛ فكانت العروض المغرية من الأندية الإنجليزية، الإسبانية، الفرنسية والسعودية تعكس مكانته العالية في عالم كرة القدم، إلا أنه اختار الحرب على الاستمرار في نابولي وفضل المسار التركي الذي أعاد إليه مكانته.

أوسيمين يواصل رحلته المتقلبة التي تجمع بين التفوق الفني والسلوكي المثير للجدل، حيث يعطي مثالًا واضحًا على لاعب يمتلك مهارات فريدة لكن لا يستطيع الاستقرار طويلًا في نادٍ واحد، وهذا ما يجعل متابعته دائمًا محل نقاش وانتظار لما هو قادم في مسيرته.