نوريس يفاجئ الجميع بخطته المجنونة لفوز مثير في المجر.. هل تكفي خسارة لوكلير لصعود راسل؟

انطلق سباق الجائزة الكبرى في المجر وسط توقعات كبيرة بمنافسة حقيقية على الصدارة إلا أن سيارة مكلارين أثبتت تفوقها بلا منازع، رغم الأداء القوي الذي قدمه شارل لوكلير وتنفيذ استراتيجية فريق فيراري بحذافيرها، إلا أن النتيجة النهائية كانت لصالح البرتقالي المتمثل في لاندو نوريس. استغل نوريس استراتيجية التوقف الواحد التي اعتمدها ليحافظ على مركزه ويقاوم أطماع أوسكار بياستري حتى اللحظات الأخيرة في السباق، محققًا انتصارًا يستحق الثناء.

تفاصيل مجريات السباق واستراتيجية التوقفات

انطلقت جميع السيارات على إطارات ميديوم، وقد نجح لوكلير في الحفاظ على مركز الصدارة منذ البداية، متفوقًا على بياستري بينما تراجع نوريس مركزين إلى الخامس أمام راسل وألونسو. عاد نوريس سريعًا لاسترجاع مركزه الرابع في اللفة الثالثة، في حين بدأ فيرستابن رحلة التقدم من الخلف متجاوزًا لانست سترول ووصل للمركز السابع بعد ست لفات. كان الفارق بين لوكلير والمتصدر أقل من ثلاث ثوانٍ، مع متابعة دقيقة من بياستري وراسل ونوريس وألونسو.

مع حلول اللفة 18، بدأ فيرستابن تغيير استراتيجيته لينتقل إلى إطارات هارد، تلاه بياستري بشكل سريع، ومن ثم دخل لوكلير لاستكمال موعده مع التوقفات، محافظًا على الصدارة بعد خروجه أمام بياستري. استمر نوريس وألونسو في مسيرتهم على استراتيجية التوقف الواحد حتى اللفة 25، حيث تولى نوريس صدارة المراكز مؤقتًا أمام لوكلير وبياتري، بينما تمكن راسل من تجاوز ألونسو.

في اللفة 31، انطلق نوريس إلى منصة الصيانة لتبديل إطاراته والانتقال إلى هارد، مما جعله يخرج خلف راسل متراجعًا للمركز الرابع، بينما عاد لوكلير لصدارة السباق متقدمًا بفارق زهيد أمام بياستري. مع تقدم السباق، بدأ سائقي التوقف الواحد مثل سترول وألونسو في بدئهم لتبديل الإطارات، بينما دخل لوكلير في اللفة 41 لأداء توقفه الثاني وخرج خلف نوريس متراجعًا إلى المركز الرابع، إذ باتت الاستراتيجية تلعب دورًا حاسمًا في تحديد ترتيب السائقين.

المواجهة المحتدمة بين مكلارين وظهور التحديات لاستراتيجية فيراري

تحولت المعركة بعد توقف بياستري في اللفة 46 إلى صراع واضح بين السائقين الذين اعتمدوا استراتيجيات مختلفة، إذ استطاع نوريس المتمسك باستراتيجية التوقف الواحد أن يحافظ على الصدارة، متقدمًا على لوكلير وبياتري ممن أتموا توقفين. مع بقاء عشرين لفة، هدفت معركة الفوز إلى أن تكون حكراً على سائقي مكلارين. ونجح بياستري تدريجيًا في تقليص الفارق بفضل إطاراته الأحدث، فيما بدا لوكلير محبطًا من أداء السيارة واستراتيجية الفريق، معبرًا عن شعوره بفقدان التنافسية.

في لفة 58، اقترب راسل كثيرًا من لوكلير وبدأ الضغط عليه مستخدمًا خاصية الـ”دي آر أس” حتى نجح في تجاوز لوكلير في اللفة 62، ليحصل على المركز الثالث خلف مكلارين الاثنتين، وبينما اقترب الفارق بين نوريس وبياتري إلى أقل من ثانية ونصف، استمرت محاولات بياستري المضنية للتغلب على زميله.

الفوز الحاسم لنوريس وأداء مرسيدس المتميز في الختام

خلال الخمس لفات الأخيرة، نجح نوريس في الدفاع بشراسة على مركزه وأظهر ثباتًا رائعًا وسط محاولة ضاغطة من بياستري الذي خاطر كثيرًا لكنه لم يتمكن من تجاوز زميله. أما راسل فأكد تألقه باجتياحه منصة التتويج ومزاحمته لسائق فيراري، رغم عقوبة خمس ثوانٍ على لوكلير التي لم تؤثر على ترتيبه. من جهة أخرى، حافظ فرناندو ألونسو على المركز الخامس خلق جوًا من الرضا النسبي لأستون مارتن قبيل العطلة الصيفية، بينما أظهر بقية السائقين مثل بورتوليتو، سترول، ولاوسون تنافسًا متوازنًا، في حين عانى فيرستابن من سباق صعب أنهى فيه بالمركز التاسع.