وفاة جيم لوفيل قائد أبولو 13 عن 97 عاماً… ماذا ترك رائد الفضاء الأمريكي وراءه؟

رحل رائد الفضاء الأمريكي جيم لوفيل، قائد مهمة “أبولو 13” الشهيرة التي خاض خلالها معركة النجاة في الفضاء، عن عمر يناهز 97 عاماً، بعد حياة حافلة ألهمت الملايين حول العالم. هذا القائد الطيار السابق في سلاح البحرية، الذي تحول إلى أسطورة في تاريخ رحلات الفضاء، ترك إرثًا من الشجاعة والإبداع في مواجهة الأخطار.

قصة مهمة أبولو 13 بقيادة جيم لوفيل ورحلة النجاة في الفضاء

أُطلقت مهمة “أبولو 13” بتاريخ 11 أبريل 1970، في رحلة بقيادة جيم لوفيل ومشاركة رائدي الفضاء فريد هايس وجاك سويغرت، وذلك بعد أن كانت الولايات المتحدة قد بدأت تحقيق خطوات تاريخية على سطح القمر قبلها بفترة قصيرة. رغم أن المهمة كانت تبدو روتينية، فقد تعرضت لكارثة غير متوقعة إثر انفجار خزان الأكسجين في المركبة، ما أدى إلى إعلان العبارة الشهيرة “هيوستن، لدينا مشكلة” التي صارت جزءًا من ثقافة الفضاء. مع وقوع الانفجار، أصبح مصير الثلاثة رهين الخطر، إذ واجهوا احتمال البقاء في الفضاء إلى الأبد. لكن خبرة جيم لوفيل وابتكار فريق ناسا نجحا في تحويل الوحدة القمرية إلى قارب نجاة، مما مكنهم من العودة سالمين إلى الأرض وسط حالة من الرعب والترقب العالمي.

إرث جيم لوفيل وتأثير مهمة أبولو 13 في تاريخ رحلات الفضاء الأمريكية

تميز جيم لوفيل كأحد رواد الفضاء الذين لم يمشوا على سطح القمر، إلا أنه دخل التاريخ عبر مشهدته الشهيرة لـ”شروق الأرض” ورحلته الملحمية ضمن أبولو 13. فهذه المهمة التي دارت رحاها في أجواء الحرب الباردة، وأدت إلى أزمة كبيرة أثبتت قدرة البشر على مواجهة الأزمات في الفضاء، تركت بصمة لا تمحى في علوم الفضاء الأمريكية. للأسف، كلفت تلك الرحلة لوفيل حلمه في الهبوط على سطح القمر، إذ لم يتسن له العودة إلى الفضاء بعد ذلك، لكنه نال بعدها وسام الشرف تقديراً لشجاعته وبسالته. كما كرّم الاتحاد الفلكي الدولي اسمه على فوهة صغيرة على سطح القمر عام 1970، تخليداً لإسهاماته.

تقدير عالمي لشجاعة وروح الابتكار لدى جيم لوفيل خلال مهمة أبولو 13

عبّرت وكالة ناسا عن اعتزازها برائد الفضاء الراحل جيم لوفيل، مؤكدة أن حياته وعمله ألهبوا ملايين القلوب، وأشادوا بشخصيته المتميزة وروحه التي لا تعرف الخوف. الممثل توم هانكس، الذي جسد شخصيته في فيلم “أبولو 13” عام 1995، وصفه كشخص جريء حلم وقاد الآخرين إلى آفاق جديدة. ولدت هذه القصة الملهمة في كليفلاند بولاية أوهايو عام 1928، حيث بدأ مسيرة الطيران قبل أن ينضم إلى ناسا ويصبح رمزاً للتفاؤل والإصرار. عائلته أكدت أنهم سيفتقدون روحه الدعابية وتفاؤله الراسخ، مشيرين إلى أن إرثه يشجع الجميع على تحدي المستحيل وتحقيقه.