ارتفاع النفط.. تدعيم الطلب الأمريكي يرفع أسعار النفط مع ترقب لخطاب جيروم باول العالمي

شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا مع تزايد الطلب الأمريكي، مما أدى إلى تعزيز التفاؤل في الأسواق وسط ترقب واسع لكلمة جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وتأثيرها المحتمل على أسعار النفط في الفترة القادمة.

تأثير الطلب الأمريكي على ارتفاع أسعار النفط العالمية

ارتفعت أسعار النفط بشكل متواصل خلال تعاملات الخميس، نتيجة قوة البيانات التي كشفت عن زيادة الطلب في الولايات المتحدة، وهو أكبر مستهلك للبترول في العالم. حيث سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بمقدار 0.6%، لتصل إلى 67.27 دولارًا للبرميل، في حين شهد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.7%، ليبلغ 63.16 دولارًا. هذا الأداء جاء مدعومًا بتراجع مخزونات النفط الأمريكية، مما يعكس تحسنًا واضحًا في حركة استهلاك النفط وسط تحسن الظروف الاقتصادية، فضلاً عن استمرار التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا التي تضيف عامل ضغط إيجابي على أسعار النفط العالمية.

انخفاض مخزونات النفط الأمريكية وتأثيرها في السوق النفطية

أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تراجعًا ملحوظًا في مخزونات النفط الخام خلال الأسبوع الماضي، حيث انخفضت بحوالي 6 ملايين برميل، لتصل إلى 420.7 مليون برميل، متجاوزة توقعات الخبراء التي كانت تشير إلى انخفاض طفيف لا يتجاوز 1.8 مليون برميل. هذا الانخفاض في المخزون يعزز من فرص ارتفاع أسعار النفط، كما يعكس توازنًا جديدًا في سوق النفط العالمية قائمًا على زيادة الطلب وتحسن المستهلكين الأمريكيين. وتعد هذه المؤشرات من العوامل الأساسية التي ساهمت في دعم تحركات النفط اليوم مع توقعات استمرار هذا الاتجاه في الشهور المقبلة.

تداعيات التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار النفط العالمية

ظلّت التوترات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا مصدر قلق كبير للسوق النفطي العالمي؛ إذ أكدت موسكو أن أي محاولات لحل الأزمة الأوكرانية بدون مشاركتها لن تؤدي إلى نتائج فعالة، مما يعزز حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الإمدادات العالمية من النفط. في الوقت نفسه، ردّت الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على واردات السلع الهندية، احتجاجًا على استمرار نيودلهي في استيراد النفط الروسي الذي يشكل نحو 35% من احتياجات الهند النفطية. هذه التطورات السياسية تعزز من حالة الضبابية والتقلب في أسواق النفط، مع ترقب كبير لكلمة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال مؤتمر جاكسون هول المرتقب غدًا؛ حيث يمكن لمخرجات هذه الكلمة أن تحدد مدى تحفيز الطلب العالمي على النفط عبر تحركات أسعار الفائدة.

تشير التحركات الحالية في أسعار النفط إلى تأثير متنامٍ للطلب الأمريكي، وسط قلق مستمر من حالة عدم اليقين الجيوسياسي؛ مما يعكس سوقًا نشطة تتأرجح بين قوى العرض والطلب، وترقب مستمر لكلمة جيروم باول التي قد تعيد تشكيل التوقعات بشأن السياسات النقدية وأسواق الطاقة.