الأسواق الآسيوية ترتفع بقيادة الصين وسط تفاؤل بشأن محادثات تجارية مع واشنطن

شهدت الأسواق الآسيوية تفاعلًا إيجابيًا اليوم الأربعاء متأثرة بالتفاؤل المتزايد حول المحادثات التجارية المرتقبة بين الصين والولايات المتحدة، حيث تأتي هذه المحادثات كجزء من الجهود المبذولة لتخفيف حدة الصراع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، ما انعكس إيجابيًا على أداء معظم المؤشرات الآسيوية واستعاد المستثمرون الأمل في تحقيق استقرار اقتصادي خلال الفترات القادمة، مما دعم ارتفاع الأسهم في العديد من الأسواق.

ارتفاع الأسواق الآسيوية بقيادة الصين

شهدت الصين أداءً قويًا في أسواقها المالية، حيث سجل مؤشر “شنجهاي شينزن سي إس آي 300” ومؤشر “شنجهاي المركب” ارتفاعًا بنسبة 0.5% لكل منهما، وهو نمو يعبر عن التفاؤل بالتقارب الأمريكي الصيني، إضافةً إلى أن مؤشر “هانج سنج” في هونج كونج سجل ارتفاعًا أكبر بلغ 1.5%، متصدرًا أداء الأسواق في القارة الآسيوية. هذا التحسن جاء بعد تصريحات إيجابية من الجهات الصينية والأمريكية بشأن الجولة الجديدة من المحادثات التجارية المزمع عقدها في سويسرا بين مسؤولين من الطرفين، وهو ما اعتبر إشارة جدية لاستئناف المفاوضات.

الأداء العام للأسواق جاء كاستجابة مباشرة للتفاؤل الناتج عن هذه التطورات، حيث يأمل المستثمرون أن تكون هذه الاجتماعات خطوة نحو إنهاء الحرب التجارية، التي كانت لها آثار طويلة الأمد على الاقتصادين العالمي والمحلي، وكذلك على أداء الأسهم العالمية.

تأثير التصعيد بين الهند وباكستان على الأسواق

رغم التفاؤل في الأسواق الصينية، فإن الوضع يختلف بالنسبة للأسهم الهندية التي ظلت تعاني من توتر الوضع السياسي والعسكري بين نيودلهي وإسلام آباد، حيث تصاعدت التوترات بعد سلسلة من العمليات العسكرية بين البلدين النوويين، بما في ذلك تنفيذ الهند ضربات جوية ورد باكستان بقصف مدفعي، مما زاد من حدة المخاوف بين المستثمرين. ومع ذلك، أفادت العقود الآجلة لمؤشر “جيفت نيفتي 50” بارتفاع بنسبة 0.5%، مما يشير إلى إمكانية افتتاح إيجابي، رغم استمرار المخاطر المرتبطة بالوضع الجيوسياسي المتوتر.

الأسواق الهندية أظهرت مرونة في ظل الضغط المتزايد، حيث يأمل المستثمرون بعدم تصعيد الوضع، خاصةً بعد أن شهدت كشمير توترات متزايدة الشهر الماضي، مما يجعل الاستقرار السياسي عاملًا حاسمًا في عودة الاستثمارات وتحقيق توازن اقتصادي.

نظرة عامة على أداء مؤشرات بقية الأسواق الآسيوية

بالإضافة إلى الصين والهند، شهدت الأسواق الأخرى تحسنًا ملحوظًا، حيث سجل مؤشر “إيه إس إكس 200” الأسترالي ارتفاعًا بنسبة 0.2%، وزاد مؤشر “كوسبي” الكوري الجنوبي بنسبة 0.4%. أما في اليابان، فقد ارتفع مؤشر “نيكي 225” بنسبة 0.3%، فيما أضاف مؤشر “توبكس” 0.4%. هذه الارتفاعات جاءت نتيجة التفاؤل الاقتصادي المنتشر في القارة الآسيوية بعد إعلان المحادثات الأمريكية الصينية.

وعلى الجانب الآخر من المحيط الهادي، رغم ضغوط بورصة وول ستريت التي سجلت انخفاضًا الليلة الماضية بسبب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التريث في إبرام أي صفقات تجارية، فإن الأسواق الآسيوية تجاهلت هذا الانخفاض واستفادت من الزخم الإيجابي الناتج عن إعلان جولة المحادثات الجديدة. تحسن أداء العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية أيضًا، حيث سجلت عقود “إس آند بي 500” الآجلة ارتفاعًا بنسبة 0.6% خلال التعاملات الآسيوية.

ختامًا، تبقى التوقعات الإيجابية مرهونة برؤية واضحة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يُنتظر أن يُبقي على سياسته النقدية دون تغيير، وفي حال استمرار التقدم بالمحادثات التجارية الأمريكية الصينية، يمكن أن نشهد مزيدًا من الانتعاش في الأسواق الآسيوية قريبًا.